الحياةُ في معسكراتِ الاعتقال النازية
الحياةُ في معسكراتِ الاعتقال النازية
كانتِ الحياةُ في معسكرِ الاعتقالِ صعبةً للغاية. لم يُعتبرْ أنّ السجناءَ أفرادٌ، لهم أسرٌ أو مشاعر، لم يبق لهم سوى زِيٍ مُوحدٍ ورقْمِ بِطاقةِ هُويّةٍ، مَوشومٌ على جلودهم، لذلك خرج الرجال من حياتهم البشرية. فالاهتمام بما سيكْسَبون، ومن سيتزوجون، وعددِ أطفالهم، لم يعد له وجودٌ في حياتهم، بالإضافة إلى ذلك، عاشَ السجناء أيضًا في خوف دائم من نقلهم إلى معسكر آخر، وهو ما يَعني عادة، نقلَهُم إلى غرف الغاز ومحارقِ الجثث.
كان “فيكتور فرانكل” ومن معهُ بالمعسكر، أشخاصًا عاديين. لم يكن لديهِم أبطالٌ بقوىً خارقة، لم يكونوا من المشاهير أو الشهداءِ الذين يُقاتلون من أجل قضية، ولم يرتكبوا أيَّ خطأ. كانوا مجردَ أشخاصٍ عاديين يتعاملون مع ظروف استثنائية. وسطَ هؤلاء الأشخاص، أسّسَ “فرانكل” نظريتَه في العلاج بالمعنى، وهو نوعٌ جديدٌ من العلاج النفسي، يتحدى نظريات فْرُويِد، ويُظهر كيف يمكنُ للإنسان أن يكون قويًا، عندما يجدُ المعنى الحقيقي للحياة.
الفكرة من كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
يوضِّحُ المؤلفُ “فيكتور فرانكل”، مؤسسُ نظريةِ العلاج بالمعنى، من خلال تجرِبةِ سِجْنِهِ بأحدِ مُعسكرات الاعتقالِ النازية، أنَ هدفَ الحياةِ هو ما يَفْصِلُ الإنسانَ عن الحيوانات، وأنّ هذا الهدفَ ليس مُرتبِطًا بالسعي وراء المتعة فقط، بل بإيجاد ما تحبُهُ والعيشِ من أجله. يُبيِّنُ الكاتب أيضًا، أنه لا يمكننا تجنبُ المعاناة، لكن يمكنُنَا اختيارُ كيفيةِ التعاملِ معها وإيجادِ معنىً لها.
مؤلف كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
فيكتور فرانكل أخصائي الأمراض العصبية، مولود في النمسا، ومؤسس مدرسة العلاج بالمعنى. بعد أن نجا من معسكرات الموت النازية، كتب العديد من الكتب حول كيفية العثور على معنى الحياة.