الحياء.. خُلق حسن
الحياء.. خُلق حسن
جاءت آيات وأحاديث كثيرة تحثُنا على التحلي بصفة الحياء في كتاب الله عز وجل، وسُنة النبي (ﷺ)، لكن لنا أن نعرج أولًا إلى معنى الحياء لغةً واصطلاحًا، فجاء في المعجم الوسيط أن الحياء يعني الاحتشام، وقيل: “هو انقباض النفس عن شيء حذرًا من الملام”، ومن الكلمات المرادفة للحياء “الخَفَر” أي شدة الحياء، وأيضًا الخجل، لكنَّ هناك فرقًا بين الخجل والحياء، فالخجل يأتي في الأمر الذي كان، أما الحياء ففي الأمر الذي سيكون، ونستعمل الحياء بمعنى أكثر توسعًا من الخجل، والخجل قد يأتي بمعنى الانقطاع عن الكلام.
ومن الكلمات المضادة للحياء الصَّفاقة والوقاحة، أما معنى الحياء اصطلاحًا فهو ترك القبيح، وقال الراغب في معنى الحياء: “الحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة، وهو مركب من جُبن وعفة، فلذلك لا يكون المستحيي فاسقًا، وقلما يكون الشجاع مستحييًا”.
فالحياء خُلق حسن، وكان النبي (ﷺ) أكمل الخلقِ حياءً وشجاعةً، فالحياء تجنُّب كل الخصال المكروهة، وترك ما نهى الله عنه والالتزام بما أمرنا به، والحياء نوعان: حياء العبد من ربه، وحياء مما يكرهه الناس قولًا وفعلًا، وكل الحياء محمود وخير.
إن الحياء فطرة فطرها الله في خلقه فأمرنا بها النبي (ﷺ) وحثنا عليها، لأنها خير ومانع عن المعاصي والفواحش، والحياء قسمان؛ قسم فطري وهبه الله عز وجل لنا ويختلف فيه الناس، وقسم مُكتسب، وهذا يتحلى به الإنسان عن طريق مجاهدة النفس وتهذيبها فهو فيه خير ونفع للإنسان، كما قال الله عز وجل في كتابه: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾، ولباسُ التقوى هنا يعني الحياء.
الفكرة من كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
يقول رسول الله (ﷺ): “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، فلم يخلُ مجتمع من إحدى القيم الأخلاقية مثل الحياء إلا وتشتت وتخلخلت القيم النفسية البشرية، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب ماهية الحياء وأثره وأقوال الشرع فيه، وأهميته للمرأة وضوابطه، مخاطبًا المرأة المسلمة وإن كان خطاب الحياء لا يخلو من ذكر الرجل، لكنه خصص للمرأة أكثر لأنها القائمة على بناء جيل وتربيته، كما أنها عمود المجتمع ولبنة بنائه.
مؤلف كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية إسلامي سعودي وإمام وأستاذ جامعي، ومتخصص في علم القرآن والسُنة، وباحث في التاريخ الإسلامي، وطيار مدني أيضًا، فقد تمكن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية، وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة.
له مؤلفات عديدة منها:
عجز الثقات.
أثر المرء في دنياه.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
حقوق آل البيت والصحابة على الأمة