الحواس والتفاصيل

تفعيل الحواس في الكتابة واحد من أهم الأدوات، وقد يبدو الأمر سهلًا لوهلة، بسبب نسيان أن الإنسان الحديث يعيش بحواس ضامرة وغير مدرَّبة، ويتوهَّم الشخص بأنه يعرف العالم من حوله، ولكن للحقيقة فإن إدراكه للمحيط ضيق ومحصور، وكتابة الحواس تكون تمرينًا حقيقيًّا كي يستعيد الشخص لياقته الحسية في هذا العالم، وتثبت الإحصائيات أن ستين في المائة أو أكثر من سكان الأرض أشخاص بصريون.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولذلك لا يبدو غريبًا وجود حاسة البصر بصورة كبيرة في الأدب القصصي، فعين الراوي هي عدسة الكاميرا داخل العمل القصصي، فالوعي بالتفاصيل، والحساسية تجاه التفاصيل الصغيرة هما الطريق إلى معالجة موضوعات كثيرة، مثل: الفقد والحب والحرب، لأن الفجائع والروائع كلها تكمن في التفاصيل، ومحصلة اجتماع كل هذه التفاصيل هي حالة شعورية، أو صورة حسية كاملة تجعل من الأدب أدبًا، وهي الشيء الذي يدفع الكثير إلى قراءة الروايات، ليفهموا أكثر، ويروا أكثر.

وتتحوَّل القراءة إلى عملية تعميق لمهاوي القلب، ويقرأ الجميع في روايات غابرييل غارسيا ماركيز عن امرأة صعدت إلى السماء مستعينة بملاءات بيضاء منشورة على حبل الغسيل، ويكذبون كل ما يعرفونه عن قوانين الجاذبية، دون أن يفهموا كيف حدث ذلك، لكن كيف يصبح القارئ العقلاني خاضعًا لقانون النص الذي يتعارض تمامًا مع قوانين الطبيعة؟ وفي أحد حواراته كشف ماركيز عن سرِّه بأنه يجعل القارئ مصدقًا إياه بما يرفضه عقله بسبب براعته في توظيف التفاصيل، إذن فالكتابة الإبداعية تعني الابتعاد عن كل ما هو بديهي وعادي، وأن تجعل القارئ يرى ويسمع ويفهم بقوة الكلمة المكتوبة.

توضح الكاتبة في هذا الكتاب سحر النص الأدبي، فتتناول الكتابة الوصفية وورشًا تطبيقية كاملة تحمل العديد من الأفكار عن لب العمل الروائي والقصصي والنقل السردي على نحو عام، بالحقيقة التي يبحث عنها الكتَّاب عبر كذبات متنوِّعة بين طيات أفكارهم واقتراحات لقراءات، لتصل بالقارئ في النهاية إلى تطوير قلمه الأدبي.

بثينة العيسى: كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص التمويل من كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت عام 2011. حازت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها “سعار” التي صدرت عام 2005، ومن أعمالها:

 خرائط التيه.

ارتطام لم يُسمع له دوي.

عائشة تنزل إلى العالم السفلي.

عروس المطر، تحت أقدام الأمهات.