الحوار والغيرة.. دليل تفاعل وحياة
الحوار والغيرة.. دليل تفاعل وحياة
إن الحوار من الضرورات الإنسانية، فالبشر يحبون تبادل الأحاديث، وهذا أدعى بين الأزواج المتحابين، بدءًا من مناقشة المشكلات اليومية والمستجدات وحتى الأحداث الكبيرة، وتتغيَّر الموضوعات بطول العشرة، فالحديث المركز على الزوجين في بداية الزواج يتحول إلى أمور خارج نطاقهما بعد فترة منه، ويقل الحوار المنطوق تدريجيًّا إذ يكون يسيرًا عليهما تبادل التفاهم بالنظر والإيماءات ويسير الكلام، وهذا دليل حب لا جفاء، وكلما زادت العشرة بين الزوجين كانا أكثر ذكاءً في اختيار الموضوعات الشائقة الدافئة غير المملة التي تحيي الحوار بينهما، وفي نهاية الأمر يكفي أحيانًا شعور الأنس بوجود شريكك إلى جوارك يقلب صفحات الجريدة أو يشاهد التلفاز أو يحيك شالًا من الصوف.
ولا بدَّ أن نفرق بين الصمت وبين انخفاض الحوار اللفظي، فانخفاض الحوار اللفظي يتم تعويضه بصور كثيرة وهو نتاج قرب لا جفاء، أما الصمت فهو انعدام الإحساس بجوار الشريك وهو موت للمشاعر وموت للحياة بينهما.
ويتشابه الحوار مع الغيرة في أن وجودهما يعني وجود مشاعر وحياة بين الزوجين وانعدامهما يعني انعدام المشاعر بينهما، ففي الزواج يتشارك الزوجان كل شيء حتى معاملة الناس إياهماككل واحد، فلا يتعامل أحد مع طرف بمفرده بمعزل عن شريكه، ولا ينبغي بحال أن تكون الغيرة منطوية على الشك، فهي بذلك تتحول إلى سم يدمر حياة الزوجين، ولكن الغيرة درجات تتفاوت وفقًا للشعور بالقلق الذي يتغير تبعًا لإدراك الإنسان لذاته ونواقصها، وأيضًا تتفاوت حسب العقد النفسية، فما نشأنا به ينعكس على تفاصيل حياتنا، وهناك علاقة طردية بين الغيرة والعقد النفسية والشك، وكلما زادت الغيرة غدت مرضًا وأصبحت خانقة لشريك الحياة ومسبِّبة للمشكلات والغضب وفقدان ثقة الطرف الآخر بنفسه.
الفكرة من كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
الحب فطرة وغريزة إنسانية والزواج من الاحتياجات النفسية الأولية للإنسان، فلا يتعلم كيف يحب، ولكنه يجد نفسه واقعًا في الحب وراغبًا في الزواج، فوجود رجل وامرأة يعيشان معًا هو النسق الطبيعي الذي تستقيم به الحياة، فيأنس كلاهما للآخر، وتتشابك حياتهما وتؤصل العشرة لحياتهما معًا، وتتطوَّر صورة الحب بين الأزواج عن الصورة النمطية للحب حتى تتعالى عليها، فلا يحتاجان إلى التصريح بما هو بدهي بينهما، وترى الحب حينها أكثر تجليًا في اللحظات التي تهدِّد حياتهما معًا على صورة خوف وحرص ورعاية.
بين صفحات هذا الكتاب يقوم المؤلف بمحاولة للوقوف على ما يجعل الزيجات صحية، ويوضح الفرق بين الحب والزواج، ويسرد صفات شريك الحياة الجيد، والحل عند الانفصال والرغبة في بداية جديدة.
مؤلف كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
عادل صادق: طبيب نفسي وكاتب، شغل العديد من المناصب منها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ولد في 9 أكتوبر 1943 وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وألف أكثر من 30 كتابًا بالعربية والإنجليزية منها:
مباريات سيكولوجية.
كيف تصبح عظيمًا.
متاعب الزواج.
أسرار البيوت في العيادة النفسية.