الحملة الصليبية السابعة على مصر
الحملة الصليبية السابعة على مصر
عندما قرر الصليبيون بقيادة فرنسا التحرك بحملتهم نحو القاهرة، تُوفي الملك الصالح نجم الدين أيوب وعَهِد قبل وفاته الحكم لابنه تورانشاه الذي لم يكن موجودًا في مصر آنذاك، وأخفت زوجته شجرة الدر خبر وفاته لحساسية الأوضاع، وفي ذلك الوقت كان قد وصل الصليبيون إلى منطقة تسمى البرامون، حيث لا يفصل بينهم وبين المسلمين إلا بحر أشمون، واشتبكوا مع المسلمين بعد عبورهم البحر وانتصروا عليهم بقيادة الكونت آرتو، ثم اشتبكوا مرة أخرى معهم وانتصروا مجددًا واحتلوا دمياط، واستُشهِد الأمير فخر الدين قائد الجيش.
واغترَّ الكونت آرتو بعد ثاني انتصار له، ولم يبالِ بأوامر لويس التاسع بالتوقف لانتظار المدد، وزحف إلى المنصورة، وكانت قيادة جيش المسلمين للأمير ركن الدين بيبرس الذي أعد خطة محكمة، فخرج المماليك على الصليبيين في الشوارع والحارات وقاتلوهم، حتى تم النصر الأول للمسلمين على الفرنجة.
ولما وصل تورانشاه، أعد خطة مجملها إنشاء أسطول من السفن الخفيفة لتقوم بغارات لاعتراض طريق السفن الصليبية، وقد نجحت الخطة في قطع المؤن عن الصليبيين في دمياط، مما اضطر لويس للانسحاب، لكن تمت محاصرته حتى وقع جيشه بين قتلى وأسرى وجرحى، وسيق مكبلًا إلى المنصورة، وعرض تورانشاه عليه شروطًا قاسية للصلح واضطر للموافقة عليها، وكانت تقضي بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى المسلمين وتسليم دمياط وأن يفتدي نفسه بمبلغ مليون بيزنتة.
وترجع أسباب هزيمة الصليبيين إلى وحدة الصف الإسلامي، وجهل الفرنجة بجغرافيا البلاد الإسلامية وانتشار العصيان في صفوفهم، وقد كان من أهم نتائج تلك الحرب زوال الدولة الأيوبية ومقتل آخر ملوكها تورانشاه على يد مماليك أبيه البحرية، بسبب انشغاله بالتخلص من شجرة الدر وأمراء المماليك بدلًا من الاستجابة للتحديات المفروضة عليه، وكذلك وسوء معاملته لهم.
الفكرة من كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
إن الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، بهذه العبارات يجب علينا إذا أردنا أن نسود الأرض كما كُنا، أن نتذكر عهودنا وتراثنا، أن نعرف ماضينا وتاريخنا، فلا يسعى السجين لفك قيده إلا حينما يتذكر الحرية.
يناقش الصلابي في كتابه تلك الفترة التي سبقت معركة عين جالوت، والأسباب التي أهَّلت لذلك النصر بقيادة السلطان المُظفر سيف الدين قطز، ويركز على المعركة وعلى المماليك على نحو خاص، منذ نشأتهم وحتى سيادتهم وقيام دولتهم.
مؤلف كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي. نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، وحصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها:
دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
الشورى فريضة إسلامية.
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي.