المحتويات
الحماية من الفتور
ليس المقصود هو ألا تفتر في حياتك، لأن ذلك شيء مستحيل، ولكن المقصود هو أن تؤخِّر حدوث الفتور الطبيعي، وإن كنت تمرُّ بمرحلة فتور حاول بأقصى طاقتك الخروج منها، ويلزمك تسليح نفسك ببعض الأدوات لمساعدتك على فعل ذلك، ومن هذه الأدوات: الدعاء، ولا تظن أن الدعاء هو سلاح العاجزين، ولكنه سلاح العارفين، وإن وجدت في نفسك فتورًا، أو ثقلت عليك طاعة فارفع يديك لله، موقنًا بإجابة طلبك، وهناك أيضًا: محاسبة نفسك، وليكن همك في محاسبة نفسك هو الاستعداد للعمل، ومعرفة سبب الوقوع في المعصية، والبعد عنه، وإن عرفت أسباب فتورك تجنَّبت الوقوع فيها، ويجب عليك طلب العلم فبه تُبصِر طريق الحق، والعلم مأمن بالله من فتن الشبهات والشهوات.
ومن الأدوات التي تعين على مواجهة الفتور أيضًا: التنظيم، فالعشوائية تؤدِّي إلى كثير من الإهدار، ولذا احرص على نفسك من مضيِّعات الوقت، فعليك بتنظيم مهامك اليومية، وأوقاتك التعبُّدية بحيث تقوم بتوزيع طاقتك على مدار اليوم، وبالتالي لا يتعب أو يُرهق جسدك، لأن الجسد إذا تعب توقَّف عن أداء مهامه، ويصاب بالفتور، واحرص على استغلال مواهبك، فهي ستعينك على دوام السير وعدم الفتور، وقم بالتنويع بين العبادات وقت الفتور، وتب سريعًا، ولا تؤخِّر توبتك، فتتشَبَّث بذنبك أكثر، وفتور القلب إن طال ازدادت صعوبة التخلُّص منه، واستكمال الطريق من بعده، واعلم أن الفتور يجعل صاحبه في غفلة فيفقد قدرته على التمييز، ولذا احذر من الوقوع في ذنب جديد، وكذلك احذر من الرجوع إلى ذنب قديم، وأنت إنسان ستمر عليك مراحل قوة وانتكاسات، وستتعرَّض للفتور، ولكن لا تيأس من الظفر بالاستقامة، ولا تملّ من تكرار الأخذ بالأسباب، واعلم أن الأمر أعظم من أن تضيعه، ويقول أحد الشعراء:
ثَمَانِيَةٌ تَجرِي عَلَى النَّاسِ كُلِّهِم
وَلا بُـدَّ لِلإِنسَـانِ يَـلقَى الثَّمَانِيَـةْ
سُرُورٌ وَحُزنٌ وَاجتِمَاعٌ وَفُرقَةٌ
وَيُسرٌ وَعُسرٌ ثُمَّ سُقمٌ وَعَافِيَةْ.
الفكرة من كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
هل سبق أن شعرت أن قلبك مُثقل بالهموم، ويعاني الفتور، لدرجة اعتقادك بأنه هَرِم، وأصبح عجوزًا من كثرتها؟ وهل تساءلت ما الذي أصابك؟ فقد كنت سابقًا جذوة مشتعلة من الحماس في بداية توبتك، وفرحتك بلذة الطاعات، ولكنك ها أنت الآن أصبحت شعلة خامدة، تخطو خطوات ضعيفة، تشعر بالتقدُّم في العمر، وأنت في أوج شبابك.
كثيرٌ منا يمرون بهذه المرحلة التي تدعى الفتور، فبعد أن كنت سبَّاقًا في فعل الخيرات، تجد نفسك قد وهنت وتكاسلت، وربما حتى قد تكون لا تعرف ماذا حلَّ بك، وكيف تعالج الأمر؟ ولذا شدَّ الحزام، واستعد للانطلاق في هذه الرحلة داخل طيات الكتاب، وبنهاية رحلتك ستجد الترياق لمواجهة ذلك الفتور، كما سيشرح لك الكتاب معنى الفتور، وأسبابه، وكيف تتخلَّص منه، لتعود شعلة من النشاط.
مؤلف كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
محمد الغليظ: شيخ مصري من مواليد محافظة الإسكندرية، تخرج في كلية الصيدلة، وهو من الشخصيات النشطة المنتشرة على اليوتيوب، وينشر باستمرار العديد من الفيديوهات الدينية على مواقع التواصل، يقدم فيها نصائح دينية للشباب؛ يدعوهم من خلالها للتمسُّك بالدين الإسلامي، والاسترشاد به.
ومن أبرز أعماله:
هرم بـلا قـمـة.
سـلِّم نفســك.
لا تندهش.
الموضوع التالي
