الحل لإعادة تمكين الشريعة الإسلامية
الحل لإعادة تمكين الشريعة الإسلامية
في أي زمان ومكان لا يقبل طرفا العقد عقدًا ويوقِّعانه إلا بعد أن يفهما بنود العقد فهمًا تامًّا وتفصيليًّا، والأمر ذاته مع الشريعة الإسلامية، إذ إنه لا يتم الحديث عن الشريعة ولا عن تطبيقها قبل أن يفهمها المجتمع المسلم كله، فالتعاليم الأخلاقية والقوانين التي فرضتها الشريعة جاهزة لمساهماتنا في الحياة الإسلامية، ومن دون هذه المساهمات سيظل البرنامج الإسلامي مجرد تصور وليد، أي إننا باختصار نحتاج إلى العودة للاجتهاد بدلًا من التقليد.
وكثيرًا ما نسميه اعتراضًا بأن الاجتهاد الذي يُحتفَى به في زمن العافية الثقافية خطر أيام الانحطاط، لأنه قد يسمح بزيادة الاختلافات الفكرية، وربما يقضي على ما بقي من التضامن الإسلامي، ولكن التقليد هو سبب تحجُّر الفكر الإسلامي، وتبديد الحيوية الثقافية، وتبيَّن أن إعادة الاجتهاد المشروع هو العلاج الوحيد لمرضنا، فإذا أعرضنا عنه استنادًا إلى ما نعانيه من تدهور، كنا كمن أعرض عن وصف الفيتامينات لشخص يعاني مرضًا سببه نقص الفيتامينات في الجسم، والطبيب يقول له لن ينقذك إلا تناول الفيتامينات.
وفي حالتنا فإن المريض هو العالم الإسلامي، والفيتامينات هي الاجتهاد ولا سبيل سواه للحفاظ على حياته، ولكن يجب أن نحرص ألا نعطيه جرعة زائدة منه، بمعنى أن يتم تطبيق الاجتهاد داخل الحدود التي رسمها بوضوح مصدر الشريعة الإسلامية، وألا نطبق الاجتهاد على الشريعة نفسها، لأنها إلهية وفوق اجتهاد البشر.
وسبيل ذلك أن تتحوَّل صفة التعقيد الموجودة حاليًّا في الشريعة والموروثة من قرون في الفَهم التقليدي للشريعة إلى البساطة، وأن تكون نتائج الفكر الاجتهادي ولو كان من عند أعظم المسلمين لا يمكن أن يعد من مكونات القانون الشرعي، وضرورة إدراك أن المساحة التي يفترض الكثيرون أن الشريعة تغطيها أوسع كثيرًا مما قصد الشرع بها.
الفكرة من كتاب هذه شريعتنا.. ومقالات أخرى
نتعرَّض يوميًّا للعديد من المسائل الفقهية في حياتنا اليومية، ونذهب لنتعرَّف على أمر الشرع في هذه المسائل فنجد آراء متعددة من فقهاء كثر على مذاهب فقهية متعددة، وكل فقيه لديه من الأدلة المقنعة ما يرجح به كفته، فلا نعرف أي الآراء الأصح والواجب الاتباع، وهل لو اتبعنا رأيًا أقل رجاحة من بقية الآراء نكون آثمين مخالفين للشرع؟
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الفرق بين أوامر الشريعة الثابتة واجتهادات الفقهاء الخاصة بأحداث معينة في أزمان معينة وظروف محيطة معينة ويوضح الفرق بينهما في التعامل، ويتحدَّث عن التقليد وما نتج عنه على مرِّ القرون المنقضية، والحل لمشكلة تدهور المجتمع المسلم.
مؤلف كتاب هذه شريعتنا.. ومقالات أخرى
محمد أسد Muhammad Asad: كاتب ومفكر ولغوي وناقد اجتماعي ومترجم ورحالة مسلم، ولد في الإمبراطورية النمساوية الهنجارية عام 1900، وتوفي في إسبانيا عام 1992، درس الفلسفة في جامعة فيينا، وعمل مراسلًا صحفيًّا، وبعد منحه الجنسية الباكستانية تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك، وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتُوفِّيَ فيها ودفن في غرناطة، ويعد محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيرًا.
من كتبه ومؤلفاته:
– روح الإسلام.
– في رسالة للقرآن.
– الطريق إلى مكة المكرمة.
– الإسلام على مفترق الطرق.
– مبادئ الدولة والحكومة في الإسلام.