الحقيقة لا تساوي شيئًا
الحقيقة لا تساوي شيئًا
في أحد مدن مقدونيا، فاجأ الثراء الفاحش مجموعة من الشباب، وصار أكبر همهم كيفية إنفاق ملايين الدولارات، وأصبحوا أصحاب شركات يوظفون المئات من الشباب الآخرين، ولن تصدق ما هو مجال عملهم، صناعة الأكاذيب حول السياسة الأمريكية، أدرك هؤلاء حقيقتين، الأولى هي مقدار ما يمكن لجذب الانتباه أن يدره من مال، والثانية هي أن الأكاذيب مهما بلغت سخافتها تنتشر أسرع من الحقيقة، تخيل مقدار التأثير الذي أحدثه مستخدمون في دول أخرى في سياسة دولة ما.
ولكن ما صعوبات اكتشاف الأفراد للحقائق؟ أولًا أنها صارت تساوي الآراء، فلا يوجد حقيقة وزيف، بل الرأي والرأي آخر، وثانيًا الانحياز التأكيدي، وهو سلوك يمارسه المستخدمون يجعلهم يميلون إلى التقاط ومتابعة المحتوى المتفق مع رأيهم ومعتقداتهم، محيطين أنفسهم بفقاعة عازلة عن الآخرين، أما الصعوبة الثالثة لاكتشاف الحقائق فهي أن الأفراد ينجذبون إلى المتشابهين، مكونين جماعات لها الاهتمام نفسه ممتلكة صوتًا وقوة، فماذا لو تجمعوا حول الأفكار المنحرفة والمتطرفة؟ كل هذه الصعوبات بجانب عجز عقولنا عن معالجة وتفنيد أطنان من المعلومات المتسارعة.
ولهذا تنتشر المؤامرات الكونية والفيروسية، مدفوعة بالخوارزميات لإثراء وجذب الانتباه، حتى لو تحكمت أفكار متطرفة في عقول مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الناس، قد تدفعهم في يوم من الأيام إلى ارتكاب أفظع الجرائم، مثلما فعل إدجار ويلش، باقتحامه -مسلحًا- مطعم بيتزا عاديًّا، باحثًا عن الأطفال المُختَطَفين والمستغَلّين جنسيًّا من حملة هيلاري كلينتون الرئاسية.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.