الحقيقة الروائية
الحقيقة الروائية
يكون الهاجس الكبير للكاتب هو امتلاك القدرة على كتابة الأشياء كما رآها وكما عاشها وكما تخيَّلها، وبحسب كونديرا فغاية الرواية هي كشف الحقيقة، فالحقيقة في العمل الفني شيء مستحيل القبض عليه، وهي الشيء الذي يحاول الكاتب الوصول إليه بسرعة الأكاذيب (القصص والروايات)، وأنها الشيء الذي يجعل الرواية وسيلة اتصال ممتازة بالأفكار والمشاعر، وهي أيضًا البوصلة النهائية للأدب القصصي.
وتوضح الكاتبة أن من المهم إدراك عدم أهمية تعريف الحقيقة في إطار فلسفي، بل فهمها في سياقها الفني، وفهم تأثيرها في الأدوات المتوافرة، والحقيقة الروائية ليست شيئًا يمكن البرهنة عليه، إثباته أو نفيه، فالروائي لا يكتب الروايات لتأكيد كروية الأرض، إنما عملية فردنة شديدة التخصص لتجربة إنسانية ما، في ظرف ما، ستجعل القارئ يرى الأشياء بطريقة مختلفة.
يدخل كلٌّ من القارئ والكاتب في اتفاق ينصُّ على قول القارئ للكاتب “اكذب عليَّ، ولكن اكذب بشكل مُحكَم، لكي أستطيع تصديقك، لأنني أريد اكتشاف حقيقة جديدة في نسيج الأكاذيب هذه”، فالرواية هي كذبة، والرواية الجيدة هي الحقيقة داخل الكذبة، والحقيقة هي بوصلة الكتابة، ولأن الحقيقة هي جوهر العمل الفني وغايته، كان الوصف أهمية مركزية في العمل الروائي، والكتابة الوصفية ليست فقط أداة تظهر من خلالها قدرة الكاتب على نسج العوالم المختلفة، بقدر ما هي الأداة الراصدة للمعنى الذي يريده الكاتب، وإذا كانت الحقيقة هي الغاية، فإن الوصف هو الوسيلة، بل وسيلة تأخذ حكم الغاية.
الفكرة من كتاب الحقيقة والكتابة
توضح الكاتبة في هذا الكتاب سحر النص الأدبي، فتتناول الكتابة الوصفية وورشًا تطبيقية كاملة تحمل العديد من الأفكار عن لب العمل الروائي والقصصي والنقل السردي على نحو عام، بالحقيقة التي يبحث عنها الكتَّاب عبر كذبات متنوِّعة بين طيات أفكارهم واقتراحات لقراءات، لتصل بالقارئ في النهاية إلى تطوير قلمه الأدبي.
مؤلف كتاب الحقيقة والكتابة
بثينة العيسى: كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص التمويل من كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت عام 2011. حازت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها “سعار” التي صدرت عام 2005، ومن أعمالها:
خرائط التيه.
ارتطام لم يُسمع له دوي.
عائشة تنزل إلى العالم السفلي.
عروس المطر، تحت أقدام الأمهات.