الحقوق والواجبات
الحقوق والواجبات
هناك علاقة وثيقة بين الفرد والمجتمع كعلاقة العضو والجسد، ينتج عنها معيشة اجتماعية تقتضي تكامُلًا بين أفراد المجتمع الواحد وتبادلًا للمنفعة، فيما يُعرف بالحقوق والواجبات، فما للإنسان يُسمى حقًّا، وما عليه فهو الواجب، وكل حق للفرد يقتضي واجبين؛ احترام الناس هذا الحق، وهو واجب يحميه القانون الوضعي، وإحسان استخدام هذا الحق من قبل الفرد وهذا يُحاسب عليه القانون الأخلاقي.
والحقوق لها مراتب، فحق الحفاظ على الأرواح والأموال أولى من التعليم لكن كلًّا منهما لا بد منه، وأنواعُها كثيرة؛ فهناك حق الحياة، وهو أقدس الحقوق، ومظاهر انتهاكه في الجاهلية: وأدُ البنات، ويقتضي هذا الحق واجبين: حفاظ الفرد على حياته فلا يُخاطر بها أو ينتحر، وواجب على الناس بعدم الاعتداء عليه، وهناك حق الحرية؛ وله عدة أنواع: الحرية التي هي عكس الرق، والحرية المدنية التي تضمن للفرد الأمن، فلا يُسرَق أو يُعتدى عليه، ويكون له الحق في اللجوء للقضاء والمثول أمامه قبل الحبس، وأيضًا الحرية السياسية التي تشمل حق الانتخاب والترشُّح للمناصب المختلفة إذا رأى نفسه أهلًا لذلك، وأخيرًا حرية الأمة واستقلالها، وختامًا للحقوق، فهناك حق الملك بنوعيه العام والخاص، وحق التربية والتعليم.
أمَّا الواجبات فقد اختلفت طرق تقسيمها، بين واجبات شخصية واجتماعية وإلهية، وهو تقسيم غير محدود لأنه يُمكن لكل عمل أن يشمل الأقسام الثلاثة، كالنظافة فهي واجب شخصي، لكنه اجتماعي أيضًا لأنَه يُزيل الضرر عن الآخرين، وإلهي لأنه من أوامر الدين.
وقسَّم آخرون الواجب إلى قسمين، واجبات محدودة تشمل كل أفراد المُجتمع يسنُّها القانون ولا تقوم الدولة إلا بها كالعدل، والواجبات غير المحدودة التي يُحاسب عليها الضمير والقانون الأخلاقي كالإحسان والصدق، وتختلف فرضية الواجب ونوعه باختلاف ظروف الفرد من ثراء وفقر، واختلاف رتبته ونوع وظيفته.
وأنواع الواجبات عديدة؛ أولها وأهمها واجب الفرد تجاه خالقه بالطاعة، وثانيها واجب الفرد تجاه نفسه، فيُراعيها صحيًّا، وعقليًّا، وخُلُقيًّا، وثالثها تجاه الآخرين ويتمثل ذلك بالتدرج في: واجبه تجاه أسرته باختلاف دوره كابن أو أب، ومراعاة وطنه بالدفاع عنه وخدمته بأداء وظيفته بشكل كامل وشراء منتجات بلاده، وواجبه تجاه الإنسانية عامة.
الفكرة من كتاب كتاب الأخلاق
هذا الكتاب هو مشروع تربوي مُتكامل يُوجِّه كل المُواطنين، الأب والابن؛ المعلم والمتعلم، إلى المنهج السليم للأخلاق الحسنة، ويقدِّم شرحًا مُبسَّطًا لماهية علم الأخلاق وأسسه ومبادئه، ومقاييسه التي يُقاس بها، ويُشعل الهمم للعمل واكتساب الفضيلة بصورة عملية يمكن الاستفادة منها بعيدًا عن الجهة النظرية التي تخصُّ الفلاسفة.
مؤلف كتاب كتاب الأخلاق
أحمد أمين: كاتب وأديب ومفكر مصري وُلد في القاهرة وتدرَّج في تعليمه من الكُتَّاب إلى الأزهر حتى وصل مدرسة القضاء الشرعي ليعمل بعدها قاضيًا، ثم عمل مُدرسًا في كلية الآداب جامعة القاهرة بمشورة طه حسين حتى عُيِّن عميدًا لها، وأنشأ مع زملائه “لجنة التأليف والترجمة والنشر”، ومجلتي “الرسالة” و”الثقافة”، واشتهر بمؤلفاته في أبواب التربية والفكر والإصلاح مثل: كتاب “علمتني الحياة”، و”إلى ولدي”، وله سلسلة كتب تأريخية مشهورة عن الإسلام هي: “فجر الإسلام”، و”ضحى الإسلام”، و”ظهر الإسلام”.