الحفظ بمقابل
الحفظ بمقابل
يستثقل كثير من الأطفال أوقات حفظهم للقرآن أو مراجعته، وكثيرًا ما يميلون إلى اللعب أو الهرب، مما يدفع الآباء إلى استخدام طرائق العقاب معهم، ولكن من الأفضل تقديم تلك الأشياء النافعة للأطفال في ثوب المرح واللعب، والأمثلة على ذلك كثيرة، ففكر أحد الآباء في أن يجعل لكل آية يحفظها الطفل مقدار وقت معين يقضيه في اللعب، مما حفّز الطفل على الاجتهاد في الحفظ، كي يحظى بوقت أكثر للعب. وأب آخر قد جعل المقابل ماديًّا، فاتفق مع الطفل بأن له مقابل كل آية يحفظها مبلغًا معينًا من المال، وكل سورةٍ مبلغًا آخر، وإذا أتم الطفل حفظ القرآن كاملًا فله جائزة كبرى.
وأب ثالث أراد ابنه أن يخرج للعمل في الإجازة مع أصحابه، وقد كان هذا الأب يريد أن يحفّظ ابنه القرآن، فعدّل له من خطة ذهابه مع أصحابه في عملٍ ما، وقرر أن يقابل هذا العمل بمشروعٍ خاص، بأن أحضر له كمية من سوائل التنظيف، يتاجر فيها الابن ويبيعها للجيران مثلًا، حتى يتمكن من الموازنة بين حفظ القرآن وعمله الخاص، وقد نجح الطفل في ذلك، ورزقه الله من الرزق الكثير.
وهذه الأم المبدعة التي استطاعت أن تحفّظ أطفالها الأربعة القرآن الكريم، بأن استخدمت حيلة التنافس بينهم، وذلك بدايةً من تعلم الأطفال الكلام، وجعلت مقابل اجتهاد كل واحدٍ منهم في الحفظ عن الآخر شيئًا يميزه من إخوته، فمن يحفظ أولًا يكن له الحق في اختيار وجبة الغداء لليوم، ومن يراجع أولًا يختر المكان الذي ستذهب إليه العائلة لقضاء عطلتهم الأسبوعية.. وهكذا، ويجب أن ننبه هنا لضرورة ألا يتجاوز الآباء دعمهم للمتفوق من أبنائهم على حساب الآخر، لتجنب خلق العداوات والحقد في ما بينهم.
الفكرة من كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
لا شيء أحبّ إلى قلب الأب أو الأم من أن يريا طفلهما حافظًا لكتاب الله مرتلًا آياته عاملًا بأحكامه، سواء كان هؤلاء الآباء من المثقفين أم من عامة الناس حتى الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، كيف لا وقد أخبر النبي ﷺ في حديثٍ له قائلًا: “مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُوْرٍ، ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلتَيْنِ لَا تَقُوْمُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”، وفي رواية أخرى: “بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”.
يدور كتابنا هذا ببساطة حول عرض طرائق وأفكارٍ للآباء والمُربين، لتيسر عليهم رحلة حفظ أطفالهم للقرآن، لعل أحدهم يأخذ بإحدى هذه الطرائق وينتفع بها ولده.
مؤلف كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
عبد الله محمد عبد المُعطي: مستشار وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته:
علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله.
من اليوم لن تنام حزينًا يا بني.
علّم ابنك كيف يكره أخاه.