الحضارات القديمة والإغريق
الحضارات القديمة والإغريق
بدأ الاهتمام بالعلوم في الحضارات القديمة بالتركيز على ما كانوا في حاجةٍ عمليةٍ إلى معرفته، فكان الاهتمام بعلم الفلك بسبب الديانات المتصلة بالنجوم، واعتقاد هذه الحضارات بوجود علاقة بين ما يحدث في العالم السماوي وما يحدث في العالم الأرضي، كذلك كان هناك اهتمام بعلم الهندسة للحاجة إليه لإعادة تقسيم الأراضي بعد الفيضانات السنوية لنهر النيل ولبناء المنشآت.
استطاع علماء هذه الحضارات التوصُّل إلى بعض المبادئ الرئيسة للعلوم، ثم جاء علماء حضارة الإغريق ليكملوا ما بدأه أسلافهم بالعمل على تطوير هذه العلوم.
كان العلماء في الحضارة الإغريقية فلاسفة يتسم معظمهم بالموسوعية في العلوم، كانت هناك مدرستان رئيستان في الحضارة الإغريقية، مدرسة أثينا وكان من أبرز روادها سقراط وأفلاطون وأرسطو، وأبرز ما يميّز سقراط تركيز بحثه حول أسباب حدوث الأشياء وليس مجرد ملاحظة الظواهر الكونية، وأبرز ما جاء به أفلاطون دعوته إلى جمهوريته الشهيرة، في حين أن أبرز ما جاء به أرسطو كانت دعواه بوجود غاية لكل ما في الكون من ظواهر وزعمه بأن الأرض هي مركز الكون، أمَّا المدرسة الثانية كانت مدرسة الإسكندرية، التي كانت إسهاماتها مركَّزه بشكل أكبر في دائرة العلوم الطبيعية،
وكان من أبرز روادها في علم الرياضيات إقليدس الذي يعتبر مؤسِّس المدرسة الأولى في الرياضيات، وأرشميدس الذي أسهم بشكل كبير في نشأة علم الاستاتيكا، وكان من أبرز رواد المدرسة في علم الفلك أرسطرخس، وهو أول من أشار إلى أن الشمس هي مركز الكون، وبطليموس، وكان من أبرز رواد المدرسة في علم الجغرافيا سترابو، أمَّا ديوسقوريدوس فكانت إسهاماته بدايةً لظهور علم العقاقير، وكان من أبرز رواد المدرسة في علم الطب أبقراط الذي ألَّف عدة رسائل في الطب، وجالينوس الذي اعتبرت مؤلفاته التي تزيد على المئة كتاب بمنزلة أساسيات للأدبيات الطبية في كلٍّ من الحضارة الإسلامية وأوروبا المسيحية حتى القرن السابع عشر.
بدأت قلة الاهتمام بالعلوم بعد ضعف الإمبراطورية اليونانية حتى جاء قرار تجميدها بعد تولِّي الإمبراطور قسطنطين وإعلانه المسيحية ديانة للدولة، ليأتي الدور بعد ذلك لحضارة الإسلام.
الفكرة من كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
إن الفكر العلمي تراث مشترك تتقاسمه الإنسانية، إذ يعتمد تطوُّر العلوم بشكل رئيس على دراسة أعمال السابقين ثم العمل على تطويرها وتصحيح الأخطاء التي وردت فيها، هكذا كان للأمم السابقة أثرٌ بالغٌ في ما وصل إليه العالم الغربي الحديث من ثورة علمية، فالثورة العلمية ليست طفرة في تاريخ البشرية بعد عصورٍ من الظلام وإنما نِتاج وثمرة لما قامت به الأمم السابقة، إضافةً إلى جهود علماء الغرب من بعدهم، يحتوي هذا الكتاب عرضًا موجزًا للمعارف التي توصَّلت إليها الحضارات السابقة في مختلف العلوم، مع التركيز بشكل رئيس على حضارة المسلمين باعتبار أن معظم العلوم وصلت إلى أوروبا عن طريق الحضارةِ الإسلامية.
مؤلف كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
جون فريلي: ولد عام 1926م في نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك، ثم قضى سنة ما بعد الدكتوراه في دراسة تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد، استمر عمله باحثًا فيزيائيًّا لمدة تسعة أعوام، ثم عمل بعد ذلك في تدريس مقرَّرات الفيزياء بعدة جامعات، كما عمل أيضًا بتدريس مادة تاريخ العلوم.
معلومات عن المترجم:
الدكتور أحمد فؤاد باشا: ولد في محافظة الشرقية بمصر، حصل على درجة البكالوريوس والماجستير من كلية العلوم جامعة القاهرة، كما حصل على دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة موسكو، وعمل في التدريس ثم عُيِّن وكيلًا لكلية العلوم ثم عميدًا لها، وتعدَّدت أعماله بين التأليف والترجمة.