الحصول على التمويل والموارد
الحصول على التمويل والموارد
يعمل عديد من المتعهدين الاجتماعيين والبيئيين ممن يسعون نحو تغيير المجتمعات تحت قيود مالية شديدة، ما يجعلهم في سعي دائم نحو حشد الموارد، وتتمثل صعوبات الحصول على التمويل في كثرة عدد المؤسسات التي تسعى وراء الحصول عليه، بالإضافة إلى كون المشروعات الاجتماعية عادة لا تظهر نتائج الاستثمار فيها إلا بعد ما يقرب من خمس أو ست سنوات، ويزداد فيها عامل المخاطرة ما يجعلها ليست الهدف الأمثل للمستثمرين.
وتتعدد المسارات التي تنتهجها المؤسسات الاجتماعية للحصول على التمويل والموارد:
أول هذه المسارات هو الاعتماد على الأموال الخاصة وأموال العائلة والأصدقاء، ويمثل هذا المسار في العادة الخيار الأخير الذي ينتهجه المتعهد عند عجزه عن الحصول على تمويل كافٍ، ولا يُفضَّل سلوك ذلك النهج لصعوبة تحقيق الاستدامة المالية عن طريقه، وكثرة التوترات في العَلاقات الأسرية التي تنشأ عن استهلاك الموارد المالية للأسرة. أمّا المسار الثاني فأكثر شيوعًا ويتمثل في الاعتماد على تبرعات الجمهور ومحاولة الاستفادة من التجمعات العامة كالمشاركة في حدث خاص أو طلب مساهمة بعض المشاهير في الترويج للتبرع للمؤسسة. أمّا المسار الثالث فيتمثل في الحصول على المساعدات العينية سواء كانت بشرية مثل المتطوعين، أم غير بشرية مثل فائض المنتجات لدى الشركات.
أمّا المسار الرابع فهو الحصول على التمويل من المستثمرين، ويمثل هذا المسار هدفًا لكل المؤسسات الاجتماعية، وما يدفع المستثمرين إلى تمويل بعض المشاريع غير الربحية عادة ما يكون دافعًا خيريًّا، مثل: الإحساس بالذنب من جراء تراكم الثروات، أو الحصول على بعض الإعفاءات الضريبية التي توفرها الحكومة لمن يتبرع لمثل هذه المؤسسات التي تخدم المجتمع، وهذا المسار ربما يحقق نوعًا من الاستدامة المالية للمؤسسة.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.