الحرية في الفكر الماركسي
الحرية في الفكر الماركسي
يبدأ الدكتور مصطفى محمود كتابه بالحديث عن الحرية التي تعد نقطة البَدء، وأن الحرية ليست في الحصول الإنسان على حاجات الطعام والشراب كما يقول الماديون، وإنما الحرية أن يملك الإنسان القدرة على التفكير والاختيار، وأن يستطيع قول “لا” للظلم والباطل، وهذا هو المعنى الحقيقي للحرية الذي لو فقده الإنسان؛ فإنه يفقد الوسيلة الوحيدة لخلاصه.
وتعدُّ الحرية- على بساطة معناها- موضعَ خلافٍ بين التيارات السياسية الكبرى في العالم، وتحت رايتها أهدرت الدماء وأزهقت آلاف الأرواح عبر التاريخ، ﻷن كل فصيل يفهمها من منظوره الخاص.
ويشير الكاتب إلى أن الحرية في الفكر الرأسمالي هي أن تفعل ما تشاء وتمتلك ما تريد، وهي بهذا المفهوم تناقض نفسها من البداية، ﻷنك تستطيع أن تملك كل شيء ما دمت تدفع الثمن، والأمر بهذا يتفاقم تدريجيًّا ليصبح احتكارًا تامًّا للأسواق، وتحكمًا في رقاب من هم تحت سلطتك، حتى حريتهم واختياراتهم الشخصية بإمكانك شراؤها، فحرية إنسان ما بهذه الطريقة قد تتضمن استعباد الآخرين، ثم تؤول بصاحبها في النهاية إلى عبودية رأس أمواله، فيسقط معنى الحرية تمامًا.
وهنا يوضح مصطفى محمود أن الحرية بالمفهوم الماركسي هي حرية تغيير العالم وإعادة بنائه وفق خطة الحزب، ولن يحدث هذا إلا بإزاحة أصحاب رؤوس الأموال، وإزالة الفوارق الطبقية بتوزيع الثروات على الكادحين، ومن ثم إنشاء مجتمع مثالي منتج، يعمل فيه الكل حسب حاجته وطاقته، وبذلك نقضي على مطامع الرأسمالية إلى الأبد.
الفكرة من كتاب الماركسية والإسلام
يحاول الكتاب عرض أبرز معالم الفكر الماركسي وتعارضه مع قيم المجتمع الإسلامي، ويؤصل لتلك الفكرة من خلال إثبات ضعف الفكر الماركسي وتناقض مبادئه التي تدعو إلى الحرية من جهة، وتستعبد الإنسان للعمل والإنتاج، وكذا من خلال طرح قضية الروح والمادة.
مؤلف كتاب الماركسية والإسلام
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 25 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
لغز الموت.
السر الأعظم.
القرآن كائن حي.
رأيت الله.
على حافة الانتحار.
إسرائيل البداية والنهاية.. وغيرها من الكتب.