الحرية المزعومة
الحرية المزعومة
علينا أن نفكر ألف مرة ونستفسر تحديدًا عن المعنى المُراد حينما تُقدم لنا كلمة الحرية أو تسوّق لنا من خلال الغرب، هل يعنون الحرية المشروعة أم يقصدون الحرية التي شرعوها هم؟!
أي حرية تلك المزعومة التي يجبرون الدول والأفراد عليها ثم يهددون في ما بعد إن لم تتم الموافقة عليها؟!
أي حرية تلك التي ينتهزون فيها المؤسسات الأهلية وغير الحكومية لتمرير أفكارهم بخبث واستغلال لحاجة الدول النامية ودول العالم الثالث وفقرها؟!
لماذا تكون لهم الحرية في إصدار القوانين ولا تكون لنا الحرية في اختيار عدم الموافقة عليها؟!
نعم يسعى الغرب إلى عولمة الأفكار النسوية وبثها في العالم أجمع، لتدين البشرية كلها بها، سواء اقتنعت تلك الشعوب أم لم تقتنع، وكل الوسائل مُباحة في سبيل تمرير هذه الأفكار، ابتداءً من عقد المؤتمرات والاتفاقيات الدولية ولي ذراع الحكومات تارة وإغرائها بالمال أو النفوذ أو الانضمام للاتحاد الأوروبي تارة أخرى!
وإن لم تستطع إقناع الحكومات فلا بأس؛ هناك المؤسسات الأهلية وغير الحكومية التي يمكن شراؤها بالمال طبعًا، فمثلًا تم تمويل ١٢٠٠ منظمة نسوية فلسطينية بمقدار 68.9 مليون دولار، يا ترى في سبيل ماذا؟ في سبيل دين النسوية الجديد، في سبيل الإقرار بالشذوذ الجنسي، في سبيل العلاقات المتعددة، وبهذا يمكن تجاوز الحكومات إلى الأفراد والمؤسسات بل واستعمالها ضد الحكومات في الضغط أو الخروج عليها.
الإعلام أيضًا من الوسائل الهامة جدًّا في تمرير تلك الأفكار بأدواته المتنوعة والمختلفة وانتشاره أوسع من الوسائل الأخرى، لكن هل يا ترى لم تقع أعين الغرب مرة على الاضطهادات الصهيونية للمرأة الفلسطينية، أو المجاعات التي تعيشها النساء الإفريقيات، أو الاضطهادات العنصرية للنساء في البوسنة والصين؟! يبدو أن الإعلام عندهم محجوب عن مثل هذه الأخبار!
الفكرة من كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
يعيش الغرب حالة من الخوف على الرغم من امتلاكه الحضارة المادية والمال والنفوذ، إلا أنه ما من فائدة لكل هذا بغير وجود حقيقي للإنسان الفاعل والمحرك له!
يخاف الغرب من الزيادة السكانية التي تعيشها الدول الإسلامية ودول العالم الثالث، مقابل النقص السكاني الذي يعيشه الغرب نتيجة العزوف عن الزواج والإنجاب والاكتفاء بالعلاقات المفتوحة العابرة وتوافر الإجهاض، لذا فهو يسعى بجهد حثيث إلى حرب باردة؛ حرب على الإنسان الذي سينازعه سلطته قريبًا، فيوجه ضرباته تجاه المرأة، ويصوب قنابله تجاه الأسرة، ويقتلع القوانين والدساتير ليزرع مكانها أشواك قراراته الفاسدة، ومن جهة أخرى يحاول أن يشجع بداخله على التناسل والإنجاب ويدعم الهجرة ويمنح الجنسية، وعلى كل حال يبدو أن الغرب غارق في الوحل لكنه لن يفصح عن ذلك بالطبع!
مؤلف كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
مثنى أمين الكردستاني: حاصل على بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، وماجستير في العقيدة ومقارنة الأديان، كما أنه باحث دكتوراه في العقيدة والفلسفة أيضًا، عمل باحثًا ومستشارًا لقضايا المرأة في اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، من مؤلفاته:
حقوق المواطن غير المسلم في الدولة الإسلامية.
قضايا القوميات والعلاقات الدولية/ دراسة حالة القضية الكردية (وهي رسالة ماجستير مخطوطة).
كاميليا حلمي محمد: حاصلة على بكالوريوس الهندسة، وهي مدير عام اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وعضو مجلس إدارة جمعية نساء الإسلام المصرية، شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالمرأة والطفل والأسرة، كما شاركت في وضع ميثاق الطفل في الإسلام الذي أقره مجمع البحوث الإسلامية، ووضع الرؤى الإسلامية لوثائق الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة والطفل وصياغة الوثائق الإسلامية البديلة.