الحروب السيبرانية وأسلحتها الحديثة
الحروب السيبرانية وأسلحتها الحديثة
مع التمكين المتصاعد لشتى وسائل التكنولوجيا الحديثة، والتوجه العام نحو الاعتماد على الإنترنت في إدارة جميع متطلبات الحياة اليومية، أصبح الأفراد والحكومات أكثر عرضة للهجمات السيبرانية، وهي تلك الهجمات المتعمدة من طرف أحد الأفراد أو المؤسسات لاختراق نظام المعلومات لدى فرد أو مؤسسة أخرى بهدف التدمير أو التجسس.
وتختلف أشكال الهجمات السيبرانية وفقًا لعدة عوامل: أولًا: حسب الأسلوب المستخدم لتنفيذ الهجمة، وتأخذ مثل هذه الهجمات أشكالًا عديدة، أبرزها هجمات “التصيد Phishing” التي تتم عن طريق إرسال رابط يحتوي على موضوعات تهم الضحية، وتُرفق بالرابط إحدى البرمجيات الخبيثة.
ويُصنف النوعان الثاني والثالث من الهجمات السيبرانية وفق طبيعة الجمهور المستهدف والهدف من الهجمة، فقد يكون المستهدف أفرادًا عاديين تُسرق معلوماتهم بغرض ابتزازهم، أو يكون المستهدف قطاعًا ماليًّا أو مصرفيًّا بغرض سرقة الأموال، أو قطاعًا أمنيًّا بهدف التجسس أو سرقة معلومات تمس أمن الدولة. أما التصنيف الرابع فيخص المسؤول عن الهجمة، فقد تشن هذه الهجمات “قوات مسلحة” في إطار الصراعات السياسية بين الدول، أو “جماعات إرهابية” لإثارة الذعر الإلكتروني بين الناس.. إلخ.
وكنتيجة متوقعة للهجمات السيبرانية، يبدو أن العالم على وشك حرب سيبرانية، ومن أبرز المؤشرات إلى ذلك الهجمات السيبرانية التي تعرض لها ما يقرب من 1200 موقع أمريكي، شملت مواقع البيت الأبيض والقوات الجوية الأمريكية، من قبل بعض القراصنة الصينيين عام 2001، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد اتفاقية مع الصين تُفيد بعدم شن هجمات سيبرانية على البنية التحتية الأمريكية أو شركات القطاع الخاص.
وتتنوع أشكال الأسلحة المستخدمة في الحروب السيبرانية بين “فيروسات الحاسوب” التي تصيب جهاز الضحية فتغير من خصائص الملفات وتخربها، و”الديدان Worms” التي تنسخ نفسها عن طريق الشبكات بغرض القيام بأعمال تخريبية، أو سرقة بيانات خاصة بالمستخدمين، و”أحصنة طروادة Trojan horses” التي تتخفى في البرامج المشهورة، بحيث تنشر فيروسًا أو دودة تعمل على إضعاف جهاز الضحية لسهولة اختراقه وسرقة بياناته، وغيرها عديد من الأسلحة السيبرانية التي تستخدم في التجسس أو التدمير أو التزييف ويكون من الصعب تعقب مصدرها.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.