الحرمان من النوم

يضطر الناس إلى العمل في نوبات ومن ثم النوم في أوقات غير معتادة، ما يؤدي إلى نقص متراكم مزمن في النوم، ما يؤدي إلى خفض قدرة الشخص على أداء وظيفته بكفاءة، وقد تكون عواقب ذلك وخيمة بالنسبة إلى سائقي السيارات أو عمال الصناعة، وفي بعض الأحيان يُستخدم الحرمان من النوم عن قصد كإحدى طرق التعذيب كما حدث مع الطيارين الأمريكيين الذين أسرتهم الصين في الحرب الكورية حتى تنهار مقاومتهم، فالتعذيب باليقظة عُرِف منذ العصور الوسطى بهدف اضطرار السجناء إلى الاعتراف.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وفي الستينيات أُجريت إحدى تجارِب الحرمان من النوم لمدة تتراوح بين سبعة وتسعة أيام، وفي اليوم الرابع أصبح الشاب سهل الاستثارة والتهيج، وبدأ يذكر أحلام اليقظة ونقص القدرة على التذكُّر والتعرض لاضطرابات حسية ليلًا، وبعد أحد عشر يومًا من اليقظة المتواصلة سُئل عما ساعده على استمرار اليقظة وكان جوابه “إنه مجرد استخدام لقدرة العقل على التحكم في الجسم”، وكثير من اختبارات الحرمان من النوم انتهت باضطرابات شديدة الخطورة، وفي اليوم الأول من الاختبار يشعر المفحوصون بالابتهاج والمبادرة، وفي اليوم الثاني يكونون جادين متوترين فاقدين للحماس ويبدو عليهم اللامبالاة وقلة الاكتراث ولا يستطيعون مواصلة اليقظة في الليلة الثالثة إلا بمساعدة الآخرين ويظهر فيها ما يعرف بالنوم المتناهي في القصر، ويمتد من ثلاث إلى ست ثوانٍ ويعود بعدها الفرد إلى الوعي الكامل، وفي هذه المرحلة تطرأ على الإدراك اضطرابات كثيرة وتبدأ الهلاوس، أي رؤية أشياء لا وجود لها في الواقع، وتبدأ الأسطح بالتموُّج وتبدو الأرض وكأنها مغطاة ببيوت العنكبوت، وغيرها من الهلاوس السمعية والحسية.

والمشاركون في تجارب الحرمان من النوم لأكثر من أربعة أيام يعانون اضطرابات الإدراك وأعراض فقدان الشخصية، حيث يفقد المشارك هويَّته ولا يعود ليرتبط بالعالم السوي، وتسمى هذه الاضطرابات بذهان الحرمان من النوم الفعلي، ولكن فترة واحدة من النوم تكفي للقضاء على كل تلك الاضطرابات النفسية، ولا تدوم تلك الاضطرابات إلا في حالات فردية قليلة، ولا تستمر آثارها إلا في حالات نادرة جدًّا لدى بعض الأفراد الذين يمكن الافتراض بأنهم كان لديهم استعداد لمثل تلك الاضطرابات، وكان الحرمان من النوم بمثابة إطلاق الزناد.

كثير من الناس يعدون أن النوم قضية مسلَّمة، فلا يستوقفهم التأمل في أصله ومعناه إلا إذا تعرضوا لاضطراب، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب موضوع النوم كإحدى العمليات الأساسية للحياة وما تم اكتشافه بالدراسات من مراحل النوم المختلفة، وأثر النوم في المخ، ولماذا يعاني البعض الأرق، وأثر الحرمان من النوم في الجسد والصحة النفسية.

ألكسندر بوربلي Alexander Borbley: أستاذ علم العقاقير في كلية الطب جامعة زيوريخ ومدير مختبر النوم بالجامعة نفسها، ويعد من أشهر الباحثين على مستوى العالم في مجال النوم والأحلام.
له العديد من المؤلفات من بينها:

Secrets of sleep

Pharmacological Modifications of Evoked Brain Potentials