الحركة والمعدَّات الرياضية
الحركة والمعدَّات الرياضية
كثيرًا ما عرفت الرياضة من الناحية البدنية أنها بمثابة اختبار يدفع الجسد إلى أقصى حدود تحمُّله للإجهاد لقياس إمكانياته، فهي صراع مستمر بين الحركة والفراغ داخل إطار الزمن، ومحاولات للفوز على الثغرات المفاجئة في أرض الملعب، أو التحديات الناجمة عن ظروف بيئية خارج سيطرة المنظمين كالأمطار مثلًا، أو أن تكون الرياضة نفسها من النوع الذي يتحدَّى الجاذبية الأرضية كالوثب، بينما في الرياضات الجماعية تخلق خطة اللعب، والتي هي تجميع من التحركات الديناميكية المنفصلة والمتوازية الصعوبات للفريق المنافس، وتتحكَّم في مساحة اللعب الفعلية المستغلَّة من الملعب.
ولا تمارس الألعاب إلا من خلال وسائط جامدة تضمن تحقيق أغراض اللعبة، بل إن الممارسة من خلالها تعد من القواعد، وهي ما تسمى بالمعدَّات الرياضية كالكرات والمضارب المختلفة، ويمكن اعتبارها كإحدى العقبات أيضًا التي يجب أن يتغلَّب عليها الجسم، بل ويقوم باستغلاها وتحويلها إلى أداة في الفوز على منافسه، ويمثِّل الفرق بين براعة التعامل مع المعدات الرياضية من طرف إلى آخر عاملًا حاسمًا في نتيجة المباراة.
إذا صنَّفنا الرياضات على مختلف أنواعها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو الرياضات المعتمدة على السرعة والوزن والمسافة كالعدو، والقسم الثاني الرياضات المعتمدة على وجود مرمى ككرة القدم، والقسم الثالث الرياضات المعتمدة على المجاراة مثل التنس وكرة الطائرة، سوف نلاحظ في الرياضات المعتمدة على وجود المرمى أن المعدَّة الرياضية الأساسية هي الكرة، ويسعى الطرفان إلى الاستحواذ عليها، حتى يمكن التخلص منها بشكل مؤقت واختياري، أو بلغة أخرى إحراز هدف، وتبدأ محاولات أخرى متبادلة من المتنافسين لحيازتها والدفاع ضدها، وتتنوَّع العلاقة الدلالية مع الكرة، فتارة هي عدو يجب منعه من المرور، وأخرى هي كنز ثمين يجب الحفاظ عليه بأي ثمن.
الفكرة من كتاب فلسفة الرياضة
لو اخترنا النشاط الأبرز والأكثر تأثيرًا في آخر قرنين لكانت الرياضة وبلا أدنى تردُّد، فهي متربِّعة على عرش الممارسات الإنسانية، وتتجاوز الرياضات الحديثة حدود اللهو واللعب العاديين إلى اتخاذها أشكالًا أكثر تنظيمًا وتركيبًا بحيث تخدم أهدافًا اقتصادية وجماهيرية أعرض، ولا تزال التطوُّرات والتعديلات تلقي بظلالها على نوعيها الفردي والجماعي بهدف جعلها أكثر إشباعًا لحاجات الجمهور، فما السبب في تلك الحفاوة الكبيرة، أي ما جوهر الرياضة؟ وما الذي تشترك فيه أنواعها المختلفة؟ وهل لاختلاف أدواتها وقواعدها أسباب فلسفية ما؟
مؤلف كتاب فلسفة الرياضة
ستفين كونور: أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة كامبريدج، أدار سابقًا مركز كونسورتيوم للأبحاث في الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وشغل منصب أستاذ الأدب الحديث بكلية بيركبك بجامعة لندن، ويهتم بدراسة التاريخ من جانبه الثقافي المرتبط باللغة والفلسفة، من أهم مؤلفاته: “مادة الهواء: علم وفن ما هو أثيري”، و”الحشرة”، و”كتاب الجلد”.
معلومات عن المترجم:
طارق راشد عليان: باحث ومعد برامج في شبكة قنوات أبوظبي، عمل محررًا ومترجمًا في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حصل على جائزة الترجمة للشباب في دورتها الثالثة لعام 2015م ، ينشر أعماله في العديد من المجلات مثل: “العربية” و“الثقافة العالمية”.
من أهم أعماله: “التعليم العالي في عصر الإنترنت”، و“عندما يسقط العمالقة”.