الحرب على الإرهاب بعد 11 من سبتمبر
الحرب على الإرهاب بعد 11 من سبتمبر
وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة استراتيجية الحرب على الإرهاب، فإنها استمرت في تجاهل جرائمها، وركزت على جرائم الغير وإدانته، فتلى 11 من سبتمبر عديد من الوقائع الإرهابية الأمريكية والإسرائيلية المروعة من دون أي تبرير مقنع، منها قتل المدنيين في بيروت عام 1985م أمام المسجد، مما أسفر عن مقتل 80 وجرح أكثر من 250، وحادثة التفجير الإسرائيلي في تونس عام 1985م بعلم مسبق من أمريكا، ونتج عنها مقتل 75 فلسطينيًّا وتونسي.
بالإضافة إلى أحداث إرهابية أخرى حدثت في مناطق غير عربية مثل نيكاراجوا، إذ حاربت الولايات المتحدة الأمريكية نيكاراجوا بطريقة وحشية، وعندما أدانت المحكمة الدولية أمريكا وأمرتها بدفع تعويضات، رفضت الأخيرة القرار وردت بتصعيد الحرب، بالإضافة إلى الممارسات العنيفة التي أحدثتها الولايات المتحدة في إندونيسيا، وإيران، وجنوب إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، التي لم تدخل يومًا في نطاق الإرهاب الدولي بشكل رسمي، لأن قانون العالم ينص على أن الأقوياء لا يرجعون إلى أي سلطة، وأن لفظ الإرهاب لا يعود إلا على العرب وخصوصًا المسلمين.
وقد وُجدت ردود أفعال عالمية حيال جرائم الإرهاب الأمريكية، منها ما اقترحه الفاتيكان بمحاسبة ومعاقبة الولايات المتحدة الأمريكية ضد أي مؤامرة إجرامية ترتكبها أمام محكمة دولية، وغيرها من الاقتراحات التي لم تُطبق يومًا، ولم تأخذ القدر الكافي من الشهرة، إذ إن كل ما يظهر على التلفاز ما هو إلا أكاذيب وعمليات سلام زائفة تخفي بواسطتها الولايات المتحدة وجهها الإجرامي الحقيقي، وتخدر بها شعوبها والشعوب الأخرى، فالولايات المتحدة الأمريكية حريصة كل الحرص على إبقاء الجمهور الأمريكي في حالة من الجهل، لأن البرامج الإسرائيلية العسكرية والاقتصادية تعتمد بشكل أساسي على التأييد الأمريكي، ومن ثم قد تتأذى مصالحها إذا اكتشف الشعب الأمريكي الحقيقة.
الفكرة من كتاب أوهام الشرق الأوسط
لطالما كان الشرق الأوسط مطمعًا للقوى الخارجية لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، ساهمت الحروب والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط في إفقاره وتهميشه، إذ توجد حرب واسعة تُشن ضده، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، وأينما تذهب عيناك في هذا الجزء من العالم ترى قمعًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان، ومن ثم تصبح قضية سلام الشرق الأوسط تحمل تأويلات وأبعادًا عديدة.
وفي هذا الكتاب يوضح تشومسكي ما أحدثته الحكومات الأمريكية بالشعوب العربية من حروب وانقلابات، ويدعو الشعب الأمريكي إلى اتخاذ موقف تجاه تلك السياسات الظالمة، ويدعو العرب إلى تحسين تصوراتهم عما يحدث في المنطقة، وألا ينخدعوا بالصور الكاذبة والوعود الزائفة.
مؤلف كتاب أوهام الشرق الأوسط
نعوم تشومسكي: فيلسوف أمريكي، ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، ولد في السابع من ديسمبر عام 1928م في فيلادلفيا، ويُعد من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مجال العلوم المعرفية، وعلى الرغم من كونه أمريكي الجنسية، فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية ولإسرائيل، وداعم للحقوق الفلسطينية. وألف أكثر من مئة كتاب، من أشهرها:
الهيمنة أم البقاء: السعي الأمريكي للسيطرة على العالم.
الدول الفاشلة: إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية.
الربح فوق الشعب: الليبرالية الجديدة والنظام العولمي.