الحرب على الإرهاب
الحرب على الإرهاب
بدأت أمريكا سياسة الحرب على الإرهاب في فترة حكم ريجان | Reagan، وقد تركزت في أمريكا الوسطى وإفريقيا الجنوبية والشرق الأوسط، لكنها أدت إلى نشر الإسلاموفوبيا في العالم الغربي خصوصًا أمريكا في أثناء حكم بوش، فأعلن الحرب على العراق لاستهداف القاعدة، لكنها امتدت بعد ذلك فطالت أفغانستان وليبيا.
وفي عهد أوباما دخلت هذه السياسة في مرحلة جديدة أكثر خطورة، تمثلت في حملة اغتيالات عالمية باستخدام طائرات من دون طيار، وإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط لحماية أمن “إسرائيل”، مما يشكل تهديدًا لاتفاقية “منع انتشار الأسلحة النووية”.
جاءت نتائج سياسة الحرب على الإرهاب عكسيةً، إذ هزت تلك الحروبُ السلامَ العالمي، ورأت الآراء العالمية أن أمريكا هي التهديد الأعظم للسلام، وأنها استخدمت تلك السياسة لتبرير تدخلاتها العسكرية في أمريكا الوسطى وجنوب إفريقيا والعراق وأفغانستان وليبيا وأخيرًا سوريا، فلم تكن سوى تحفيز للإرهاب وانتشار الجماعات الجهادية في العالم كله، من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، فقد أدت التدخلات الأمريكية المتعسفة في الشرق الأوسط وغزو العراق إلى ظهور جماعات إرهابية أكثر وحشية من القاعدة، مثل داعش || ISIS التي انتشرت في سوريا وليبيا والعراق وأفغانستان وداخل أوربا أيضًا، ونجحت في تجنيد الشباب المسلمين من جميع أنحاء العالم خصوصًا أوربا، فقد استغلت تعرضهم للقمع والذل والتهميش من الغرب، وأوهمتهم بتأسيس دولة إسلامية تنهي معاناتهم من استعباد وتدمير، وفي فترة قصيرة أصبحت لها أهداف إقليمية تتمثل في الاستيلاء على مناطق لإقامة خلافة إسلامية تابعة لها، وتبعًا لذلك مارست داعش أعمالًا وحشية ونفذت هجمات إرهابية قاتلة في بعض الدول الأوربية وكذلك الإسلامية، راح ضحيتها مدنيون أبرياء، واستنزفت اقتصادات تلك الدول وكلفتها نفقات باهظة في سبيل زيادة الأمن.
الفكرة من كتاب العالم.. إلى أين؟
نَعُوم تْشُومِسْكِي هو المفكر الأشهر في العالم الذي استطاع مواجهة أمريكا بجرائمها وممارساتها العدوانية في العالم كله، دافع عن حقوق المستضعفين تحت مسمى سياسة الحرب على الإرهاب، كما حدث في العراق وغيره، ما يميز تْشُومِسْكِي هو أن أفكاره تحكمها الأخلاق ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو صوت الأمل والتفاؤل الذي يؤمن بضرورة مقاومة الظلم والاستغلال مهما طال أمده.
يعرض لنا تْشُومِسْكِي -من خلال هذا الكتاب- آراءه وأفكاره حول قضايا عديدة ذات تأثيرٍ كبيرٍ في العالم بأكمله، وهي: الليبرالية الجديدة وأثرها في النظام السياسي والاقتصاد والمجتمع في أمريكا، كما يناقش تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية بما يحتويه من تدخلاتٍ عدوانية في أنظمة الدول الأخرى، ويتطرق إلى الحديث عن سياسة الحرب على الإرهاب ونتائجها المريرة التي ما زال العالم يدفع ثمنها حتى الآن، بجانب قضايا أخرى كأزمة اللاجئين وكارثة التغير المناخي.
مؤلف كتاب العالم.. إلى أين؟
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات ومفكر أمريكي وناشط سياسي، رائد في مجال السياسات العالمية والتاريخ واللغويات، درس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وأستاذًا في قسم اللغويات الحديثة، حاز عديدًا من الجوائز منها “ميدالية هيلمهولتز”، وصنفته مجلة “نيو ستيتمنت” في المرتبة السابعة من أبطال عصرنا، له عدة مؤلفات منها:
أوهام الشرق الأوسط.
السيطرة على الإعلام.
الدول الفاشلة.
ماذا يريد العم سام؟
السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط.
معلومات عن المترجمة:
“ريم طويل”: مترجمة عربية، ترجمت عدة كتب، منها:
أريد أن أنام.
كل ما أعرفه عن الحب.
فنّ الهدوء.