الحرب النووية وصراع الأيديولوجيات
الحرب النووية وصراع الأيديولوجيات
تظلُّ الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل هي الهاجس الأكبر للعالم اليوم، ورغم انتشار معاهدات الحظر النووي ومنع انتشار الأسلحة، فإن الترسانة النووية التي يمتلكها العالم اليوم كفيلة بإنهاء الحياة على كوكب الأرض! لذلك دأبت الدراسات والأبحاث التي تتناول احتمالية قيام حرب نووية إلى تحديد الخسائر المادية والبشرية ومدى إمكانية النجاة منها، إلا أن أحدًا لم يطرق باب تأثير تلك الحرب في العقل البشري ونظرته إلى العالم بعد ذلك، ولعل الدافع إلى ذلك هو التصوُّر بعدم إمكانية الحياة بعد تلك الحرب، أو أن قلةً من البشر هم فقط من يمكنهم العيش بعد ذلك، ومن ثم تُعيد بناء حضارتها من جديد، ومن هنا سارعت الدول إلى ابتكار ملاجئ آمنة وتقنيات دفاعية جديدة لتدمير أسلحة العدو في الجو لتجنُّب قوَّتها التدميرية الهائلة من أن تصل إليها.
وفي نظر البعض أيضًا تعدُّ مثل تلك الحرب هي الحل الجذري لتناحر الأيديولوجيات المختلفة باستئصالها، فبدلًا من استمرار الصراع بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي وما فيه من كرٍّ وفرٍّ وهزائم وانتصارات، يأتي هذا الحل المثالي فيستأصل العدو من الوجود، ولو ضمنت أمريكا التفوق الكاسح بدلًا من التفوق النسبي لربما أقدمت على تلك الخطوة قبل ذلك، من هنا كان الاستعداد للحرب هو الضامن الأساسي لاستمرار عملية السلام.
ولكن إذا افترضنا جدلًا قيام حرب نووية فإن أعظم المتفائلين بالقدرات الدفاعية الغربية يعترف بأن بعض الصواريخ ستفلت من مظلة الدفاع الجوي وربما يتسبَّب الواحد منها في سحق مدن بأكملها، ونظرًا إلى هذا الدمار الهائل والسجن في الملاجئ لفترات كبيرة، فضلًا عن الصدمات النفسية من فقد الأحبة وحالة الضياع، بالإضافة إلى التلوث الإشعاعي ونحو ذلك من مخلفات الحرب، وقد يكون من المستحيل أن تعود تلك الثلَّة الناجية إلى حياتها الطبيعية بعد ذلك، فبشاعة التجربة ستنتج إنسانًا مختلفًا عن ذلك الذي عاش قبلها.
الفكرة من كتاب خطاب إلى العقل العربي
في ظل أزمة ثقافية يعيشها الوطن العربي، أصبح المثقف العربي خلالها غريبًا في وطنه ويجد صعوبة في التواصل مع الوسط المحيط، فضلًا عن وسائل التواصل التي انتشرت حاليًّا وتعمل بصورة أو بأخرى على تشكيل القالب الثقافي المجتمعي.. في هذا الكتاب يحاول المؤلف الاقتراب من الأزمة الثقافية العربية، ومشكلة التوافق بين الأصالة والمعاصرة، والصدام مع السلطة والتقاليد، وبحث العلاقة بين الذكاء الاصطناعي المتمثِّل في العقل الإلكتروني وبين العقل البشري.
مؤلف كتاب خطاب إلى العقل العربي
فؤاد زكريا: أكاديميٌّ مِصريٌّ وعَلَمٌ من أعلام الفِكر العربي المُعاصِر، وُلِد في مدينة بورسعيد في ديسمبر عامَ ١٩٢٧م، وتخرَّجَ في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ونالَ درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس.
عمِلَ أستاذًا ورئيسًا لقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعمِلَ بالأمم المتحدة مستشارًا لشؤون الثقافة والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة، ونال جائزةَ الدولة التقديرية، وجائزةَ الدولة التشجيعية عامَ ١٩٦٢م عن كتابه «اسبينوزا»، وجائزةَ مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي عامَ ١٩٨٢م عن ترجمته لكتاب «حكمة الغرب» لِبرتراند رسل، تُوفِّي بالقاهرة عامَ ٢٠١٠م، عن عمر يناهز الثلاثة وثمانين عامًا.
له العديدُ من المُؤلَّفات منها: «التفكير العلمي»، و«الثقافة العربية وأزمة الخليج»، و«الصَّحْوة الإسلامية في ميزان العقل»، و«آراء نقدية في مشكلات الفِكر والثقافة»، وغيرها الكثير.