الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في الأهداف الأمريكية
الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في الأهداف الأمريكية
تعود العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى بداية تاريخ نشأتها، ولكن الحرب العالمية الثانية كانت علامة فارقة، إذ أصابت كل القوى المنافسة بالضعف الشديد بينما لم تتعرَّض حدود الولايات المتحدة لأي هجوم، بل إنها تسلَّمت القيادة في الإنتاج الصناعي وامتلكت ٥٠٪ من ثروات العالم وسيطرت على جانبي المحيطين الأطلنطي والهادي.
بدأ التخطيط منذ الحرب العالمية الثانية وما بعدها للحفاظ على تلك القوى المكتسبة وهذا يضمن لأمريكا أن تبقى قوة عظمى وحيدة في العالم، وقد أفصحت مذكرة الأمن القومي رقم ٦٨ لسنة ١٩٥٠ عن وجهات نظر وزير الخارجية “دين أتشيسون” الذي يدعو إلى استراتيجية تحجيم الاتحاد السوڤييتي بزرع بذور التدمير في نظامه حتى يمكن التفاوض وِفق شروط الولايات المتحدة.
وهذا التخطيط لم يكن مجرد كلام على ورق، بل تم تنفيذ كثيرٍ منه على أرض الواقع، وقد سبقت تلك المذكرة مذكرة أخرى لـ”جورج كينان” المخطط الأمريكي المشهور برقم ٢٣ لسنة ١٩٤٨، وتنص على: “عندنا نحو ٥٠٪ من ثروات العالم و٦.٣٪ فقط من سكانه، وبمثل هذا الوضع لا يمكننا تجنب حسد واستياء الآخرين، مهمتنا الفترة القادمة هي ترتيب نموذج للعلاقات يحافظ على استمرار ذلك التفاوت”.
ومن هنا تظهر فكرة المجال العظيم حيث تم تطوير هذا المصطلح لوصف ما تمتلكه الولايات المتحدة ويشمل: نصف الكرة الأرضية الغربي وغرب أوروبا، والشرق الأقصى ومصادر الطاقة بالشرق الأوسط، وبقية دول العالم الثالث.
لكل مكان في العالم دوره المحدد، فعلى الدول الصناعية مثل ألمانيا واليابان أن تصبح تحت إشراف الولايات المتحدة ومصدر إمداد لها، والشرق الأوسط مصدر للطاقة، والعالم الثالث مصدر للخامات وأسواق بيع المنتجات المصنَّعة، ويستلزم للحفاظ على ذلك مهمتان رئيستان: المهمة الأولى هي تأمين السيادة على المجال العظيم عن طريق قوة تهديد مرعبة مثل الترسانة النووية والأسلحة، والمهمة الثانية هي توفير دعم حكومي للصناعات التكنولوجية المتقدمة، وبهذا تضمن أمريكا السيادة لعقودٍ طويلة.
الفكرة من كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
يتحدث تشومسكي عن الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف أنه في سبيل تحقيقها انتهكت الولايات المتحدة كل ما تنادي به من مبادئ عن ديمقراطية الشعوب وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير، ومن أهم الأدلة على ذلك كوريا وفيتنام.
ويحلِّل تركيبة المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق والأجناس، مع توضيح أن مخططي السياسة الأمريكية هم مجموعة قليلة من محترفي السياسة ورجال المال والأعمال والإعلاميين، ويتطرق إلى شعارات مثل الديمقراطية وحرية الكلمة وحقوق الإنسان بين أفراد الشعب الأمريكي ويبحث عن مدى تطبيقها الفعلي.
مؤلف كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات وعالم لغويات ومَرجع لكل الجامعات وعالِم بالمنطق ومؤرخ وناقد سياسي، ورغم أنه أمريكي الجنسية فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية، وكذلك ناقد شديد لإسرائيل ومنتصِر للحقوق الفلسطينية، صُوِّت له كأبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي العام سنة ٢٠٠٥، ألَّف أكثر من مائة كتاب، من أشهرها:
أشياء لن تسمع بها أبدًا.
الدول المارقة.
الحادي عشر من سبتمبر.
الربح مقدمًا على الشعب.