الحرب الإيرانية العراقية.. بداية الاهتزاز
الحرب الإيرانية العراقية.. بداية الاهتزاز
للأسف الشديد لم تكتمل هذه القصة السعيدة لبلاد العراق، إذ ظهرت آفاق صِدام التي ستخلق حربًا طويلة بين دولتي العراق وإيران التي تولى حكمها آية الله الخميني، وقرر تصدير الثورة للعالم الإسلامي مُعتبرًا العراق البداية كون الشيعة يمثلون فيه ستين بالمئة من سكانه، وقد أرسل صدام حسين مبعوثًا شخصيًّا برسالة تصالحية إلى إيران، لكن الخميني رفض عرضه وأصرَّ على نيته.
في يونيو 1979م بدأ النظام الإيراني علنًا بمحاربة النظام العراقي سياسيًّا والحث على إسقاطه، ثم في مارس / أذار 1980م تم إعلان سحب دبلوماسيي إيران من العراق وبدأت الاشتباكات الحدودية بشكل متقطِّع، ليصدر صدام أوامره في أوائل سبتمبر 1980م بتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة وواسعة النطاق بعدما رأى أن الحرب هي الخيار الوحيد الذي فرضته إيران على نفسها.
كانت القوات المسلحة العراقية في هذا الوقت من أقوى الجيوش في المنطقة ومزوَّدة بأسلحة هائلة وصواريخ وفرقاطات وطرَّادات حديثة، وكذلك إيران المزوَّدة بأسلحة غربية قوية، وقد بدأ إطلاق النار في منطقة قورتاو بين الوحدات المدفعية الإيرانية والعراقية، لتبدأ بعدها عمليات قصف إيران لمناطق خانقين ومندلي وبدرة، ثم انتقل الأمر إلى معركة جوية وبحرية، وكانت المعارك الجوية هي المُسيطرة في بداية هذه الحرب، لتنجح القوات العراقية في العاشر من نوفمبر في السيطرة على خرمشهر، واستمر التقدم العراقي بحلول يناير 1981م بعدما نجحت قوات العراق في احتلال بعض الأراضي الإيرانية على الحدود، ثم حقَّق أهم الانتصارات بعد معركة سوسانكرد.
الفكرة من كتاب صدام حسين
من قيادة البلاد نحو المجد والازدهار بطريقة مفاجئة ومُلهمة إلى التحول لديكتاتور تسبَّبت أخطاؤه بشكل أساسي في سقوط البلاد في حفرة كبيرة لم تنهض منها حتى الآن، تُرى هل كانت تصرفاته الغريبة الحل الوحيد أمام الأوضاع السياسية حينها؟
عن الشخصية التي تُعدُّ أكثر الشخصيات المُحيِّرة إلى زمننا هذا ما بين كونه ديكتاتورًا وكونه صاحب ماضٍ لا يستحق خذلان العرب له كما حدث نتحدَّث؛ عن صدام حسين.
مؤلف كتاب صدام حسين
حيدر جاسم محمد: مؤرخ وكاتب عراقي شاب، من أهم مؤلفاته: “تاريخ إمبراطورية العثمانيين”، و”نابليون الإمبراطور”، و”فريدريك العظيم ملك بروسيا”.