الحرب الإلكترونية في مسرح العمليات العربي-الإسرائيلي
الحرب الإلكترونية في مسرح العمليات العربي-الإسرائيلي
يشير الصراع العربي الإسرائيلي إلى التوتر السياسي والصراعات العسكرية والنزاعات بين عدد من البلدان العربية وإسرائيل، والذي يعده البعض المدخل الأساسي لكثير من الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مما يضعها على حافة الانهيار، وهذا الربط المباشر بين الصراع العربي–الإسرائيلي وبين الأزمات الراهنة ليس بجديد على واقعنا المعاصر، حيث إن الفشل في حل هذا النزاع المزمن يبقى أحد الأسباب الرئيسة للإحباط وعدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وفي عالم اليوم أضحت الحرب الإلكترونية أحد المحددات الرئيسة للعلاقات الدولية الراهنة، حيث تجاوزت تداعياتها الحدود الجغرافية بين الدول، من هنا تطلَّب الأمر إعادة النظر مرة أخرى في المفهوم الكلاسيكي للأمن حيث لم يعد يفي بالتحديات والأخطار الراهنة، لا سيما مع تحول الفضاء الرقمي إلى ساحة للتفاعلات والصراعات الدولية بين العديد من الفاعلين الساعين إلى الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من النفوذ السيبراني، لذا أصبحت القوة الإلكترونية حقيقة أساسية في العالم بكل مظاهرها المتنوعة، بما عمل على دعم ومساندة العمليات الحربية والقوة الاقتصادية والسياسية.
وعلى ذلك كانت الحرب الإلكترونية إحدى مفاجآت حرب أكتوبر بالنسبة إلى إسرائيل؛ إذ كانوا قد أخرجوها من حساباتهم، وقد اشتركت في حرب أكتوبر وحدات الحرب الإلكترونية، وعاونت أعمال قتال القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، إضافةً إلى بعض أعمال الحرب الإلكترونية على نفس المستوى، بينما على الجهة الأخرى تعد الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي أكثر الوحدات تطورًا من الناحية التقنية والتكنولوجية ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنت والشبكات، وقد انضم إليها الآلاف من العقول الإسرائيلية منذ إنشائها نظرًا إلى شهرتها الواسعة، حيث تعمل على ضمان التفوق النوعي لإسرائيل عن طريق عمليات دفاعية أو هجومية في الفضاء الإلكتروني، وانطلاقًا من ذلك أخذت تتشكَّل تدريجيًّا مستويات من الحماية، تنطلق من التحذير والتنبيه، وتصب في لائحة من التطبيقات التكتيكية، حسب طبيعة التهديد النوعي للأنظمة العسكرية المختلفة.
الفكرة من كتاب الحرب الإلكترونية
خلال السنوات القليلة الماضية تم استعمال مسمى “الحرب الإلكترونية” للتدليل على أحداث كبيرة وقعت بالفعل، من بينها الهجمات الإلكترونية التي استهدفت بها الصين محرك البحث جوجل، ومهاجمة النظام الذي يتحكم بالبرنامج النووي الإيراني بفيروس “ستكسنت”، والتأثير في مجريات الانتخابات الأمريكية 2016.
وفي هذا الكتاب، ينقلنا الكاتب إلى أرض المعركة مباشرةً، فيبدأ حديثه عن التطور الرهيب الذى حققته التكنولوجيا وأثرها في النزاعات والحروب، ويقرأ واقع الحروب الإلكترونية اليوم وينظر بعيدًا في المستقبل متصورًا مآلها وحجم تطورها، ثم يدلف إلى التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في الحرب لا سيما منظومات التخفِّي والخداع الرقمي، وأخيرًا يلقي بعض الظلال على واقع النزاعات الرقمية في المسرح العربي الإسرائيلي.
مؤلف كتاب الحرب الإلكترونية
فيصل محمد عبد الغفار: كاتب ومؤلف مهتم بالقضايا التكنولوجية وتطبيقاتها الحياتية، وقد صدر له بعض الكتب، ومنها:
الربيع العربي.
الحرب الإلكترونية.
شبكات التواصل الاجتماعي.