الحج بين الماضي والحاضر وحقوق الإنسان في الإسلام
الحج بين الماضي والحاضر وحقوق الإنسان في الإسلام
في السنين الأولى قبل التطور الحديث في المملكة العربية السعودية، كان الحج يُؤدّى في ظروف شاقة، إذ لم تكن الكهرباء متوافرة، ولا السيارات، ولا حتى الطرق المعبدة. كان الحجاج يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام أو ركوبًا على الدواب مثل النوق والجمال، ليعيشوا تجربة إيمانية عميقة تأخذ بمجامع القلوب. في تلك الفترة، كانت الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة والمدينة المنورة تمتاز بروابط قوية بين الأفراد، إذ كان الناس يتعارفون بالقلوب وليس فقط بالوجوه. كانت المجتمعات مترابطة ومتماسكة، مليئة بالمودة والتواصل والتراحم، وكان الجميع يشعرون بالأمان والطمأنينة كأنهم أفراد في أسرة واحدة كبيرة.
إلا أن هذه الروح الجماعية، التي كانت تشكل جوهر الحياة في هاتين المدينتين المقدستين، بدأت تتلاشى تدريجيًّا مع تطور الحياة الحديثة وما صاحبها من صراعات، فبات كل فرد أو أسرة يمثل كيانًا مستقلًّا. ومع ذلك، ظل أهل المدينة المنورة يمتازون بالإيثار والمحبة، مسترشدين بالآية القرآنية التي تقول:﴿ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾، وعلى الرغم من التغيرات، شهدت مكة المكرمة والمدينة المنورة إنجازات كبيرة، أبرزها توسعة الحرمين الشريفين وتسهيل أداء النسك والعبادات. وقد أسهمت هذه الإنجازات في تعزيز التآلف والانسجام بين العادات والتقاليد المختلفة التي جلبها المسلمون من جميع أنحاء العالم، مما خلق مجتمعًا متجانسًا يجمع بين التنوع والوحدة. كما حققت الدولة السعودية إنجازات ملموسة لا يتسع المقام لذكرها منها في مجالات التعليم والدفاع والبنية التحتية، بما في ذلك تشجير المدن، وإصلاح الطرق، وإقامة الحدائق العامة، مما أسهم في تحسين جودة الحياة وتوفير الأمن والراحة للمقيمين والزوار على حد سواء.
وفي سياق متصل، ألقى الكتبي خطابًا مؤثرًا في جامعة “أسكلن جوش” بمدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا، تناول فيه موضوع “حقوق الإنسان في الإسلام”. وقد أبرز الكتبي روح التسامح والتعاون السائدة في المجتمع السعودي، خصوصًا خلال موسم الحج، الذي يعزز الألفة والتراحم بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم. وأكد الكتبي أن حقوق الإنسان في الإسلام مستمدة من تعاليم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، اللذين يشكلان المصدرين الأساسيين لتحديد الحقوق والواجبات، وينبهان لأهمية العلم في بناء المستقبل وتوسيع آفاق البشرية. كما شدد على دور النشأة الدينية السليمة في تربية الأجيال على النهج الإسلامي ضمن بيئة حرة دون قيود. بالإضافة إلى ذلك، أشار الكتبي في خطابه إلى الروابط القوية بين جنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا تعزيز العلاقات بين البلدين.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
تُعَدُّ سيرة الأستاذ حسن الكتبي تجسيدًا لرحلة فكرية وثقافية غنية، انعكست فيها تجاربه المتنوعة وآراؤه العميقة في الدين والسياسة، والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، فمن خلال مواقفه وأفكاره، يظهر الكتبي شخصيةً مؤثرة سعت للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، مع التركيز على أهمية التسامح والحوار بين الأديان، إلى جانب التصدي للأيديولوجيات المادية التي هددت تماسك المجتمعات كالصهيونية والشيوعية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.