الحج إلى إسرائيل.. ريادة الأعمال كوسيلة للسطوة
الحج إلى إسرائيل.. ريادة الأعمال كوسيلة للسطوة
لقد أصبح من المعتاد حاليًّا رؤية معظم الاستثمارات العالمية متجهة ناحية إسرائيل، من النادر أن تسمع عن شركة كبيرة لا تمتلك مقرًّا أو مصنعًا هناك، وأيضًا الكثافة المرتفعة للشركات الإسرائيلية الناشئة بالنسبة لعدد السكان، وهذا كله ربما يبدو غريبًا بالنسبة لدولة مُحدثة في الجغرافيا والتاريخ، حتى في تلك الأوقات التي قامت فيها الحروب بيننا وبينهم، لم تتأثَّر تلك المؤشرات بشكل كبير، فكيف نفسِّر هذه الظاهرة؟ في العادة يندفع المتحمسون للصهيونية بالإجابة: إنه الدم اليهودي، لا تتعب نفسك بالتفكير، فلطالما كان اليهود متَّقِدي الذكاء، أو رؤية أخرى تقول إن الأوضاع الحرجة والحاجة كانتا دائمًا محفِّزتين للجنس البشري، لكن الأمر ليس بهذه البساطة.
تتمثَّل أهمية الشركات الناشئة في كونها المصدر الرئيس للوظائف الجديدة والمعبِّر الحقيقي عن حالة الاقتصاد، وقد أدرك الإسرائيليون منذ البداية أن الطريق نحو نمو اقتصادي حقيقي يرتبط مباشرةً بريادة الأعمال، وعليك أن تكون الطرف المبادر والمصدر الدائم للحلول المبتكرة والمستدامة إذا أردت أن تتاخم الكبار، فقد قادت أمريكا العالم بسيطرتها على هذا الجانب وتقديمها لحلول وأفكار إبداعية تضمن مكانتها واستدامة اقتصادها، وتسعى إسرائيل لوراثة هذه المكانة.
ربما يبدو التركيز على الشركات الناشئة شديد الخطورة، حيث تمتلك هذه المشروعات معدَّلات فشل عالية، وأمريكا وإسرائيل ليستا استثناءً من هذا، ولكن في حالتي النجاح والفشل لن تكون المحصِّلة صفرية أبدًا، فحتى أولئك الذين فشلوا مرات عديدة في مشروعاتهم الريادية، تصبح خبراتهم فرصة قيِّمة لمُجتمع روَّاد الأعمال، إذ إنها عملية مستمرة من إعادة التدوير مع منهجية تعدُّ الفشل كمؤشر إيجابي على نجاح المحاولة التالية، لكن دعونا نقفز إلى تفاصيل أكثر عمقًا.
الفكرة من كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
لطالما كانت إسرائيل بالنسبة لنا مُحاطة بالغموض، رأينا آلة الحرب تارة ووجه السلام المُصطنع تارة أخرى، لكن دائمًا تجاهلنا، أو أُخفي عنا، القلب والمجتمع المُحرِّك لهذا الكيان، كان هذا فعَّالًا للغاية من جهة المقاطعة الشعبية، أما من ناحية “اعرف عدوك” فقد أصبحنا عميانًا عن كل ما يخصُّ عدوَّنا، كانت طريقتنا هذه لَتُـضحك صن تزو بلا شك، ربما سيجد البعض غضاضة في القراءة عن إنجازات إسرائيل، لكن من الضروري التفرقة بين المعرفة والحب، فطالما كان فهم العدو والإلمام بجميع جوانبه أساسًا للنصر، فعلى هذا نتفق في البداية، وأيضًا أن ميراث الدم لا ينسخه شيء.
مؤلف كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
دان سينور : أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في الحكومة الأمريكية، درس في إسرائيل وفي كلية إدارة الأعمال بهارفارد، كتب عن السياسة وعمل بها، كما عمل بالشرق الأوسط، وكان واحدًا من المسؤولين المدنيين الأطول خدمة في العراق.
عمل أيضًا مستشارًا للقيادة المركزية لوزارة الدفاع الأمريكية في قطر، وسافر كثيرًا في معظم أرجاء العالم العربي، كما أنه استثمر في عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية والأمريكية.
ساول سينجر : كاتب صحفي ومحرر سابق لصفحة في جريدة “Jerusalem Post”، عمل ساول قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام ١٩٩٤ مستشارًا للشؤون الخارجية بمجلس النواب وللجان المصرفية في مجلس الشيوخ، ألَّف كتابًا بعنوان:
“Confronting Jihad: Israel’s Struggle and the World After 9/11”
معلومات عن المُترجمين:
تُرجِم هذا الكتاب على يد مجموعة من المُترجمين: عبدالعزيز صباغ، صفاء صباغ، محمد حبش، صفاء هنداوي، منال مكتبي، هاني داوود، أسماء منصور، ديما الحمد، سارة شهيد، علي غريب، رغداء صباغ.