الحجة وراء الصحة التنظيمية
الحجة وراء الصحة التنظيمية
على الرغم من قوة الصحة التنظيمية فإن كثيرًا من القادة يتمرَّدون قبل تبنِّيها، مبرِّرين ذلك بأن عملهم معقد جدًّا، أو كونهم مشغولين أكثر من اللازم ليهتمُّوا بها، والصحة التنظيمية تتعلَّق بالتكامل، فتوصف المنظمة بالتكاملية أو الصحية عندما تكون سليمة ومتسقة وكاملة، وهذا يحدث عندما تكون إدارتها وعملياتها واستراتيجيتها وثقافتها متوافقة معًا ومنطقية، وأحيانًا من الصعب إلقاء اللوم على القادة الرافضين للتطوير التنظيمي، فكثير من أصحاب العمل والمديرين التنفيذيين أصبحوا يشكُّون في أي شيء يبدو أنه مفرط الحساسية، إضافةً إلى اختزال ثقافة الشركات مؤخرًا في مظاهر سطحية مثل: الأثاث غير التقليدي للشركة، ودروس اليوجا للموظفين، وسياسات التساهل مثل “أحضر كلبك معك إلى العمل”، وقبل أن يستفيد القادة من قوة الصحة التنظيمية، يجب أن يحاولوا التغلب على التحيزات الثلاثة التي تمنعهم من تبنيها.
وأول هذه التحيزات هو تحيز التعقيد؛ فكون الصحة التنظيمية بسيطة للغاية ويسهل الوصول إليها يجد كثير من القادة صعوبة في رؤيتها كفرصة حقيقية لأفضلية ذات معنى، فالأمر في النهاية لا يتطلَّب ذكاءً أو تعقيدًا، بل درجة عالية من الانضباط، والشجاعة، والإصرار وحسب، في عصر أصبحنا نؤمن فيه بأن التمايز لا يوجد إلا في التعقيد، ومن ثم يأتي تحيُّز الأدرينالين؛ ففيما يبدو أن كثيرًا من القادة في حالة إدمان للأدرينالين، حيث أدمنوا الأحداث اليومية المتسارعة ومكافحة المصاعب داخل منظماتهم، وأصبحوا خائفين من التمهُّل والتعامل مع مشكلات حرجة، لكنها لا تبدو طارئة، وكل ما تحتاجه المنظمة لتصبح صحية هو القليل من الوقت والصبر على النتائج، ومن ثم يأتي أخيرًا تحيُّز القياس؛ فلا يمكن قياس إلى أي مدى أصبحت المنظمة صحيَّة، حيث تتغلغل الصحة التنظيمية في جوانب كثيرة من الشركة لدرجة استحالة قياس تأثيرها المالي بطريقة دقيقة، وهذا لا يعني أن التأثير ليس حقيقيًّا، بل يتطلَّب فقط بعض الإيمان والحدس.
وأي منظمة ترغب حقًّا في تحقيق أقصى قدر من النجاح يجب أن تكون ذكية وصحية، تتمتَّع بالحد الأدنى من السياسة والالتباس، وبالدرجات العالية من الروح المعنوية، والإنتاجية، وبمعدل تنقُّل منخفض بين الموظفين.
الفكرة من كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
يعتقد أغلب القادة أنهم يستطيعون اكتساب ميزة تنافسية عن طريق أفعال تتعلق بالاستراتيجية أو الشؤون المالية أو التسويق، لكن يعتقد الكاتب أن الميزة التنافسية يُمكن اكتسابها من خلال الطريقة التي يدير بها القادة منظماتهم، والتي أطلق عليها الصحة التنظيمية، فيقدم دليلًا شاملًا للمنظمات حتى تُصبح أكثر صحة.
مؤلف كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
باتريك إم. لينسيوني : مؤسس ورئيس The Table Group؛ وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في الصحة التنظيمية، وتطوير الفريق التنفيذي، له العديد من المؤلفات، منها:
الإغراءات الخمسة للرئيس التنفيذي.
حقيقة انخراط الموظفين في العمل.
أوجه الخلل الخمسة التي تُصيب أي فريق.
الدافع.