الحب.. ولنا في المحبة ألف حياة
الحب.. ولنا في المحبة ألف حياة
يبدأ جبران موعظته على لسان نبيه بالحديث عن الحب فيقول: إن الحب لا يعطي إلا نفسه، ولا يأخذ إلا من نفسه.
الحب لا يملك شيئًا، ولا يريد أن يملكه أحد، لأن الحب مُكتفٍ بنفسه.
فالعالم كله قائم على الحب لأنه السبيل والهدف، فالحب يعمل على نمو البشر، هكذا يعلمهم ويستأصل الفاسد منهم، ولا يستطيع أي أحد أن يتسلط على مسالك الحب؛ لأنه إن رأى فيك استحقاقًا لنعمته يتسلط على مسالككَ.
فالحب لا رغبة له إلا أن يكمل نفسه.
ويتابع جبران: “إذا أحببت فلا تقل: “إنَّ الله في قلبي”، بل قُل: “أنا في قلب الله”.
ويختتم جبران كلامه عن الحب قائلًا: “فإذا أومأ إليكم الحب فاتبعوه، وإن كان وعر المسالك، زلق المنحدر”.
الفكرة من كتاب النبي
يعدُّ كتاب “النبي” أشهر كُتب جبران الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغةً، وهو درة ما كتبه وخلاصة ما توصَّلَ إليه، وعصارة تجارِبه الذاتية ونظرته الحياتية؛ فهو يحوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والموت واللذة والجمال والشرائع وغيرها، لذا فقد اعتبر جبران كتابه هذا «ولادتَه الثانية» التي ظلَّ ينتظرها ألف عام.
وقد روى رسالته على لسان نبي سمي “المصطفى”.
رسالة هذا النبي رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود أن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران في هذه الرسالة عن آرائه في الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان.
مؤلف كتاب النبي
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني، وُلد في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 1883م في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا.. لم يتلقَّ “جبران” التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًّا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
امتاز أسلوب جبران بالرومانسية، ويعدُّ من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
من أهم مؤلفاته:
الأرواح المتمردة.
دمعة وابتسامة.
مناجاة أرواح.
الأجنحة المتكسرة.
المواكب.
حديقة النبي.
أرباب الأرض وغيرها من المؤلفات.
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل (نيسان) عام 1931، أي عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليه، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم “متحف جبران”.