الحب وحده لا يكفي
الحب وحده لا يكفي
لا يستطيع أحد مقاومة وقوعه في الحب، ويبدو وقتها كل شيء سهلًا، ويصعب تخيُّل أن هذا الشعور لن يدوم إلى الأبد، لكن لا يكفي الحب وحده أبدًا للحفاظ على بقاء العلاقة، فأنت في حاجة إلى الكثير لإنجاح علاقتك، فيجب أولًا أن يتلازم الحب والتوافق؛ وللأسف أغلب الزيجات لم يبحث فيها الطرفان عن أوجه التشابه والاختلاف بينهما قبل أن يقرِّرا الارتباط، ويعني التوافق كونك أنت وشريكك لكما نفس الأحلام والأهداف، وتتفقان أيضًا على أسلوب تحقيق هذه الأحلام والأهداف، فإذا كان الطرفان لا يسيران في نفس الاتجاه ولا ينموان معًا، سيتحطَّم حبهما، وهذا لا يعني أبدًا التطابق، بل يخلق التطابق أحيانًا جوًّا من الملل على العلاقة، ويخلق الاختلاف تجاذبًا، لكن إذا كان الاختلاف أكثر مما ينبغي، يخلق جوًّا من الصراعات والتوتر.
وإذا كنت مرتبطًا بالفعل فقم بعمل قائمة بمرادك من العلاقة ومن شريكتك، واطلب منها القيام بالمثل، وقارن القائمتين، وتحقَّق مما إذا كانت أهدافكما متوافقة أم لا، وحتى ولو كانت أوجه التوافق بينكما عالية، يجب أن تتمتعا بأدوات وأساليب حل الصراعات وإزالة أسباب التوتر، والتخطيط لقضاء وقت حميم مع شريكك أسبوعيًّا؛ تتشاركان فيه المشاعر، وتتبادلان أطراف الحديث، دون أية مقاطعة.
وبعض الناس يتبنَّون سلوك “إذا كان شريكي يحبني فعلًا، فسيعلم ما يجب عليه أن يفعله”، ويكرهون أن يطلبوا من شريك حياتهم ما يريدونه، فتتبنَّى مشاعر البغضاء والألم، لذا لا تتوقَّع أبدًا أن يعلم شريكك ما بداخلك، قل ما تريده، ولا تنسَ أن تسأل الآخر عن رغباته أيضًا، وإذا لم تحصل على مرادك، أبلغ شريكك أيضًا سريعًا قبل إصابتك بخيبة الأمل، وقد لا يمكنك أبدًا الحصول على كل ما تريده من العلاقة، لكن يمكنكما التوصل إلى حلٍّ يرضي الطرفين، ومن الوسائل القاتلة للحب: تضحية طرف برغباته وحاجاته لكي يكسب حب الآخر، ومع مرور الوقت لن يجد هذا الطرف أحدًا يهتم بأمره، وسيهتم الطرف الآخر بنفسه فقط، ولا يعني الحب اتفاقك مع شريكك على طول الخط، أو حتى شعورك تجاهه بشعور جيد طوال الوقت، ولا يعني حبك قبول كل ما يقوم به، فما من أحد كامل.
الفكرة من كتاب ما تشعر به يمكنك علاجه.. دليل لإثراء العلاقات
نية الحب ليست كافية، فمن الضروري أن يتعلم المرء استراتيجيات جديدة للتعامل مع مشاعره، والحفاظ عليها لأطول وقت ممكن، دون إنكار المشاعر الأليمة أو الصعبة التي تبرز بين الفينة والأخرى، ويعرض الكاتب هنا بوضوح كيف تعد المشاعر المكبوتة وعدم التعبير عنها قيدًا في طريق استمرار الحب، ويوضح أيضًا أساليب إثراء علاقاتك بالمزيد من الحب، والأكثر أهمية أنك ستتعلم كيف تحب نفسك.
مؤلف كتاب ما تشعر به يمكنك علاجه.. دليل لإثراء العلاقات
الدكتور جون جراي : كاتب ومؤلف أمريكي؛ صاحب شهرة عالمية بصفته رائدًا في حفل العلاقات والتنمية الشخصية، له العديد من المؤلفات، منها:
الرجال من المريخ والنساء من الزهرة.
البدء من جديد.
المريخ والزهرة معًا إلى الأبد.
الأبناء من السماء.