الحب في علم النفس
الحب في علم النفس
يتميز البشر بصفتين مهمتين عن الحيوانات عند العالم إريك فروم؛ الأولى أننا نشرب حتى ولو لم نكن نشعر بالعطش، وثانيتها أننا ليس لدينا موسم للتزاوج، بل يحدث الحب والزواج طوال الوقت، ويقول جلتمان: “هناك قوة إيجابية، تبدو وكأنها أساسية تمامًا ومتجذِّرة بعمق في التكوين البيولوجي للحيوانات والبشر، يسميها الشعراء بالحب، أما العلماء فيستخدمون مصطلحًا أكثر نثرية هو الرابطة”، ويعرِّف جلتمان الرابطة بأنها “ميل الكائن إلى الاندماج بالآخرين من نفس نوعه”، أما هارلو فيرى أن البشر والقرود تتشابه في الآليات السلوكية العاطفية، كما أن الرابطة العاطفية بين الذكر والأنثى هي عامل أساسي لكل علاقة حب، وهذه الآليات السلوكية العاطفية لها متطلَّبات ووظيفة أساسية لكلا الجنسين، ومن هذه المتطلبات الثقة بين الجنسين، وتقبُّل الاتصال الجنسي بينهما، وتمايز الدور الجنسي السلوكي، والرغبة بالانتساب إلى الآخر، وبهذه العوامل تعبِّر عن العناصر المشتركة بين الجنسين، ولأن الإنسان لديه تعقيدات أكثر نفسية وثقافية، فقد تتحوَّر هذه الآليات حسب متغيرات الأدوار بين الجنسين، ومنها المتغيرات التشريحية، والسلوكية المتأصلة، والثقافية المحددة في حياة الجنسين.
ثم يأتي في الدراسات الحديثة مصطلح الحب الشهواني ليخرج منه مفاهيم أخرى حول المعرفة والانفعال في علم النفس، فالمعرفة في علم النفس تتمثل في عملية عقلية وبسببها يصبح الفرد واعيًا بالبيئة من حوله، ومكتسبًا عدة صفات منها التذكر والانتباه والربط والحكم والوعي والتفكير والإحساس والإدراك، ومن هنا صار المزيج بين المعرفة والانفعال تحليلًا نفسيًّا بكل مستوياته على المستوى الشعوري واللاشعوري للإنسان، أما الانفعال فهو حالة داخلية تكون سلوكًا انفعاليًّا قد يظهر بشكل مفاجئ ويصعب التحكم به نتيجة لجوانب معرفية متعددة، ويشمل تغييرًا ظاهريًّا مثلما في حركات الجسم، وداخليًّا مثل نبضات القلب والتنفس، وكلا العلمين مرتبط بالآخر، وقد استقر علماء النفس على أن المعرفة تأتي أولًا ليتحدَّد بعدها نوع الانفعال المُثار أمام المثير، لذا سُمِّي بالمنظور المعرفي الانفعالي، وطبقًا لهذه النظرية خرجت لنا خصائص الحب الشهواني، من أنه انفعالي ومثير ومكثَّف، فهو كما قال مايرز عنه: “حالة من التوق الشديد إلى الاتحاد بالآخر”.
الفكرة من كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
ألم تتساءل يومًا لماذا نحب؟ وما مفهوم هذا الحب؟ كل هذه الأسئلة لها أجوبة حتى وإن كانت قاصرة على تجارب القليلين منا، بالتأكيد الحب أحد المشاعر البشرية الانفعالية والمعرفية للشخص، وهو علاقة تركيبية غير ثابتة من المثيرات والعواطف، والحب ليس فقط بين المحبين، بل بمختلف الأنواع، وأشهر نوع نعرفه من الحب هو الحب الرومانسي، ويُعد حبًّا غير عقلاني وغير حكيم في الغالب متغذيًا على الوهم، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب فارس نظمي إلى مفهوم الحب وأنواعه، وبخاصةٍ الحب في عصر الحب الرومانسي، والحب بين الفلسفة وعلم النفس.
مؤلف كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس
الدكتور فارس كمال نظمي: أستاذ جامعي عراقي، وكاتب وباحث في سيكولوجيا السياسة والدين والشخصية الاجتماعية والهوية الوطنية والاحتجاج والعدالة الاجتماعية، وهو ناشط في عدد من منظمات حقوق الإنسان وحركات الجندر، وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، ودكتوراه علم النفس الاجتماعي من جامعة بغداد.
له عدة كتب ودراسات ومقالات، ومنها: “سيكولوجيا الاحتجاج في العراق: أفول الأسلمة.. بزوغ الوطنياتية”، و”الرثاثة في العراق: أطلال دولة.. رماد مجتمع”، و”الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية”، و”المحرمون في العراق: دراسة في سيكولوجية الظلم”، و”مقالات ودراسات في الشخصية العراقية”، و”سـنحاول أن نزهر” (مجموعة شعرية).