الحب بناء

يتميَّز الحب بالانفصال، وهذا يرجع إلى طبيعة الحب المشترطة وجود شحصين متفرِّدين في الشخصية والطباع والرغبات، يظهران معًا ويختبران العالم معًا، فيبدأ الحب باللقاء، وهناك الكثير من القصص والروايات الواصفة لنقطة بدايته، يكون فيها اثنان يختلف كلاهما عن الآخر، حيث لا ينتمي الحبيبان إلى الطبقة نفسها أو البلد نفسه، واللقاء بين الاختلافين حدث مُربك ومُفاجئ في الأساس، ويمكن أن يبدأ الحب ويزدهر، لكنه ليس بهذه البساطة في الوصف، فهو بناء، حياة تُصنع، حياة يُنظر إليها من منظور اثنين وليس واحدًا، لكن الأهمية كلها لاستمرارية هذا الحب، وليس لبدايته فقط.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويعتقد المؤلف أن المفهوم الرومانسي المنتشر عن الحب، يجعل الحب مُستهلكًا في اللقاء، ويستهلك الطرفان أيضًا، وفي اللحظة المنشودة يحدث شيء ما إعجازي في لحظة اللقاء، فيصبح الطرفان كأنهما فرد واحد، وهذا ما يُسمَّى بالذوبان في الحب، وأغلب الأساطير الرومانسية تُنهي هذا الذوبان بالموت، فبعد الذوبان يصبح من المستحيل الانفصال عن هذه اللحظة، إذن فالجميع في حاجة إلى رفض هذا المفهوم؛ فهو على المستوى الفني جميل، لكنه في الحقيقة عيب وجودي خطير، إذ إن الحب في النهاية مكوِّن من مكونات الحياة، والأساس هو إلقاء الضوء على بناء الحب وعدم التخلي عنه مع أول شجار أو أول اختلاف، فالحب الحقيقي ينتصر على مدى الزمان، ويواجه الألم.

وفكرة أن الحب غير موجود في الأساس، وكل ذلك فقط لكي تتم تغطية الرغبة الجنسية، تشجِّع الجميع على الخوف من الحب، وينسون أن الحب في أثناء تطوُّره، يحفِّز هذه الرغبة، ويصبح أكثر من مجرد كلمات، فيتورَّط الجسد، ويستسلم للحب.

في واقع كواقعنا الحالي حيث يعرض فيه الحب بابتذال وكثرة وبأشكال وأنواع حد المرض والغثيان، وشبكات التواصل التي أضاعت الهيبة من التواصل البشري، واستسهلت فيها كلمات الحب على الألسن وجُرِّدت من قيمتها الملزمة التي كانت تساوي عقودًا مكتوبة، وصار القول كاللا قول، والوعد كاللا وعد، فكلاهما له الدرجة نفسها من الخواء واللا وجود.

آلان باديو، الفيلسوف الفرنسي الذي أزعجه المفهوم الاستهلاكي للحب الذي نشأ بسبب الإنترنت، وفي الحوار الصغير الذي أُجرِيَ معه في هذا الكتاب، أعاد تعريف الحب، وتحدَّث أيضًا عن تقاطع الحب مع الفلسفة والسياسة والفن، وعن مفهوم ابتكار الحب، حيث إن الفيلسوف يجب عليه أن ينغمس في التفكير في الحب وينطلق إلى إعادة ابتكاره كلما تحسَّس المخاطر التي تتهدَّده، بخاصة من نوع ما نعيشه اليوم من إقحام للحب في ممارسات تجارية.

آلان باديو Alain Badiou: فيلسوف فرنسي وكاتب مسرحي وأستاذ جامعي، وُلِد في الرباط بالمغرب، سنة 1937 ميلاديًّا، شغل كرسي الفلسفة في مدرسة الأساتذة العليا في باريس، كتب عن مفاهيم الوجود والحقيقة والذات.

من أهم مؤلفاته:

معنى ساركوزي.

الوجود والحدث.

الأخلاق: مقالة حول مفهوم الشر.