الحب الحقيقي
الحب الحقيقي
إذا كانت المشاعر غير كافية لتقييم صحة الحب؛ فكيف يعلم المرء أنه يحب؟ وما الحب أصلًا؟
إن الحب هو اتفاق منطقة الوعي واللاوعي عند الإنسان على ملاءمة الطرف الآخر تفكيرًا، وشعورًا، وسلوكًا، ومشاركةً ؛ فيبدأ الأمر باللاوعي من صورة الشريك المثالي المخزَّنة في العقل فيبدأ الانجذاب، ثم تأتي مرحلة التفكير والخاصة بمنطقة الوعي، فيفكِّر العقل في ملاءمة الطرف الآخر له اجتماعيًّا، وثقاقيًّا، والتشابه في أشياء أخرى، فإن توافق التفكير أطلق القلب مشاعر الحب وأُفرزت الهرمونات السابقة، ثم يأتي السلوك، وهو خاص بالطرفين ومهم لإثبات الحب بشكل ظاهر للطرف الآخر كالاهتمام ومحاولات الإرضاء، والإسعاد والتقرُّب من الآخر، أما تبادل الحب فكل العناصر السابقة عند طرف يجب أن تحدث أيضًا عند الآخر دون تفاوت كبير.
وللحب ثلاثة مكونات رئيسة أولها: الصداقة، وهي القدرة على التواصل كأصدقاء، فيكون هناك ثقة، واهتمامات، وأفكار مشتركة، وقدرة على الثقة والصدق والمناقشة، ويوصي الكاتب بأهمية هذا الجانب في اختيار الشريك، ثم يأتي ثانيًا العشق؛ وهو الجانب الرومانسي والانجذاب الجسدي، وهو ما يعطي العلاقة النشوة والسعادة، وهو أسرع ما يتطوَّر في العلاقة وأسرع الأشياء تلاشيًا كذلك، لذا من المهم عدم الاعتماد عليه فقط في نشأة العلاقة، ثم يأتي ثالثًا: الالتزام؛ وهو القدرة على الاحترام والبذل والتضحية في سبيل الحفاظ على العلاقة ومن دونه لا يوجد أي استقرار في العلاقة.
فكلما توافرت تلك المكوِّنات في علاقة بنسبة متوازنة وقوية كان الحب أكثر تماسكًا، أما إن نقصت تلك المكونات كلها أو أحدها فتنشأ أنواع أخرى من الحب التي غالبًا ما يعاني أطرافها.
الفكرة من كتاب حبيب نفساني
مَن منَّا لم تشغله كلمة الحب! فالحب العاطفي بين الجنسين من أسمى العلاقات الإنسانية، ويرى الكاتب أن الناس تنظر إليه كمصدر للسعادة في الحياة بجانب المال، لكن الناس عادةً ما تأخذ معلوماتها عن الحب من السينما أو القصص الرومانسية التي تعتمد غالبًا على الجانب الشاعري منه فقط، وربما تصدَّرت لنا العديد من القصص المُسيئة على أنها قصص مثالية يحلم العديد أن يحظى بمثلها؛ لذا في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الحب من رؤيته لزواياه المختلفة المبنية على خبرته كطبيب نفسي، وتجاربه الاجتماعية والنفسية، فيتناول الحب منذ نشأته، مرورًا بكيميائه داخل جسم الإنسان، ومكونات العلاقة الصحية، ومراحل الحب المختلفة، وصولًا إلى العلاقات المسيئة وكيفية التعافي منها.
مؤلف كتاب حبيب نفساني
حاتم صبري: طبيب مصري من مواليد عام 1988م، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ماجستير الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان، وتدرَّب على يد عدد من أساتذة التحليل النفسي في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة والمدير الفني لمستشفى الشمس للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومؤسِّس مؤسسة “بيرسونا” للطب النفسي وعلاج الإدمان، ومحاضر في العلاج النفسي.