الحب
الحبُّ يجعلُنا نذوبُ وننصَهِرُ مع شريكِنَا ورغباتِهِ وحاجاتِه، نتوحَّدُ معه، فنتخلّى عن حُبِّ الذاتِ المُفرِط، لتتفجرَ مَشاعِرُ وأحاسيسُ نبيلة، تربِطُنا به، تتخطى حُدودَ الجسد.
الشهوةُ تأتي مع الحب، ولكنه يحتويها ولا تحتويه؛ فطبيعةُ الحبِّ أسمى من الشهوة؛ لأنها رَغبةُ النوعِ في البقاء، وليست رغبةَ الفردِ بذاته.
والشيءُ الذي يُوازي الحبَّ ويُشابِهُه هو الفن؛ لأنه يَنْفَذُ لذاتِنَا العميقة ويُلامِسُ قلوبَنا، لذلك فلا عجبَ أن نجِدَ الفنَّ مُلازِمًا للبشرِ مُنذُ بدايةِ تَواجُدِهِم، فهو بِذرَةُ الخُلُود، وهو ما يُعطي الإنسانَ إشباعًا رُوحيّاً وعاطفيًا.
ولكن هل هناك شيءٌ ما، أكبرَ وأعظمَ من الحب؟
والجواب.. هو الحبُّ نفسه، فالسُمُو بالحبِ والترفّعُ بهِ من حبِ الحياةِ والبشرِ والمخلوقات، إلي حُبِّ الخالِق، سينقِلُ الواحِدَ منّا من حُبِ المَحدوداتِ إلى حُبِ اللا مَحدود؛ فيصلُ به لفَهْمِ غايةِ وُجُودهِ في هذه الحياة.
الفكرة من كتاب لغزُ الموت
يأخُذُنا “مصطفى محمود” بأُسلوبِهِ البسيطِ الجذّاب في رحلة للتفكُّرِ بأحدِ أكبرِ الأشياءِ جَدَليّة، ألا وهو الموت، ويعرِضُ لنا حقائقَ قد تكونُ صادمةً عند التأمُّلِ فيها؛ مثلَ أننا نموتُ في كلِّ لحظة.
ثم ينتقلُ بنا للحديثِ عن أجسادِنا وحُدودِهَا، وعن الزمنِ واختلافِ مَفهومهِ باختلافِ وعيِنَا فيه، ثم يتحدثُ عن الإرادةِ والحُريّةِ، مُتسائلًا تساؤلاتٍ عَميقة، مثل: هل الإنسان مُسير أم مُخير؟، كما يتحدثُ عن النوم وعن التُرابِ وتركيبِه والكون، وكيف يتكونُ من عاملٍ واحد، يُعبِّرُ في مَضمونِهِ عن تجلى الله.
مؤلف كتاب لغزُ الموت
مصطفى محمود، طبيبٌ مُتخصص، وكاتبٌ وباحثٌ مُتفرغ، ألّفَ 89 كتابًا تنوعت بين العلم والفلسفة والدين والسياسة والأعمال الأدبية.
أسسَ مسجد “مصطفى محمود” في القاهرة، و”جمعية مسجد محمود”، التي تضم مستشفى ومركز للعيون ومراكز طبية أخرى، بالإضافة إلى متحف للجيولوجيا وآخر للأحياء المائية ومركز فلكي.