الجُهد يظل العامل الرئيس.. ولكن
الجُهد يظل العامل الرئيس.. ولكن
من حكمة الله ورحمته بعباده أنه ربط النجاح بالرضا لسبب قوي، فيقول الله (جل وعلا) في كتابه: ﴿وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوْاْ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍۢ مَّا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرٌۢ بَصِيرٌ﴾، ولهذا على المرء أن ينتبه لذلك الخط الفاصل بين تواضع النجاح والكبر العائد عليه.
وبنظرة عملية إلى ما تم على أرض الواقع؛ سنجد أن الدول التي تمكَّنت من تطبيق مفهوم النجاح ولو اقتصر على الحضارة قد طبَّقت أجواء تجعل الناس يراقب بعضهم بعضًا، واتخذت نهجًا جادًّا في تفعيل الالتزام بالقانون والعمل الجاد، كما أنها ولو سيطر فيها نظام شديد التحكم فإنه سيسمح بالنقد الاجتماعي والمحاسبة على مستوى الإعلام والنشر، ولهذا نجد في التجربة الغربية أن الناجحين لا يتلقون تربية أفضل من التربية التي يتلقاها الناجحون في بلادنا، لكن الفساد المالي والإداري هناك أقل بسبب التخوف من نشر الفضائح والملاحقات.
وعمومًا فلنعد لنجاح الفرد قليلًا ونتساءل: هل يمكن للشخص متوسط الذكاء أن يحقق نجاحات باهرة كما يفعل الموهوبون والمتفوقون؟ والإجابة هنا تكمن في عدة نقاط أولاها أن النجاح أساسًا لا يحققه شيء بمفرده، فلا الذكاء وحده دون الجهد ولا الجهد وحده دون التعليم الجيد والعلاقات ولا أولئك دون المال وهكذا، ولا يهم الإلمام بها كلها بينما يجب أن توجد أغلب تلك العوامل، فمن لا يملك سوى أنه ذكي لا يمكنه تحقيق النجاح، بينما الذي يمتلك أغلب تلك العوامل دون المال مثلًا فاحتمالية نجاحه أكبر.
الفكرة من كتاب من أجل النجاح
لم تكن مفاهيم النجاح أبدًا جامدة أو متحجِّرة، لكن قد تكون مشكلتنا دائمًا هي إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ وتعميم ما لا يقبل التعميم، لكن لا يعني ذلك وجود علاج حاسم يمكِّن المرء من النجاح وتخطي العثرات فيصبح شخصًا قويَّ الإرادة، إذًا فما العمل؟ ما السبيل في وسط بيئةٍ غلبها التحجُّر والتباطؤ والسلبية ويحتاج المرء فيها كي ينجح إلى جهد يعادل ضعفي من يجتهد في أممٍ تشجعه؟
وقبل أن نبدأ لتسأل نفسك سؤالًا وهو: هل تعرف نفسَكَ؟ أم أنك تجهلها؟ فالكاتب يقول إن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه، وهذا شاعرٌ يقول: “إذا أنت لم تعرف لنفسك حقَّها.. هوانًا بها كانت على الناس أهونا”، يناقش هذا الكتاب مقوِّمات النجاح للفردِ والأُمَّة وسط ما جدَّ علينا في زماننا هذا.
مؤلف كتاب من أجل النجاح
عبد الكريم بكار: كاتب ومفكر سوري الجنسية يُعدُّ أحد أبرز المؤلفين في الفكر الإسلامي والتربية، حاصل على درجة الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، كما شغل عدة مناصب إعلامية وله أكثر من ثلاثين كتابًا، ومن أهم مؤلفاته:
أفق أخضر للنجاح والإنجاز.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
المناعة الفكرية.