الجهاد الإلكتروني وفريق هكر غزة

الجهاد الإلكتروني وفريق هكر غزة
بعد هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية وانتقال المقاومة إلى الأراضي الفلسطينية، والتحول من الفدائي العلماني إلى الشهيد الإسلامي، ظهر الجهاد الإلكتروني، وبدأت الحرب الإلكترونية بين الإسرائيليين والفلسطينيين باختراق الفلسطينيين لمواقع إلكترونية حكومية إسرائيلية، واللافت هنا أن الحرب الإلكترونية اتسعت لتصبح حربًا إلكترونية عربية إسلامية إسرائيلية، إذ تعرضت إسرائيل لهجمات سيبرانية من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، ومن الأمثلة على ذلك اختراق الموقع الإلكتروني لجماعة الضغط الإسرائيلية “إيباك” في أمريكا من قبل الهكر الباكستاني “دكتور نوكر”، ودائمًا ما ترتبط الهجمات السيبرانية بالواقع على الأرض، ولا تقتصر على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحده، فعندما يحدث تصعيد للنزاع على الأرض من أي نوع تبلغ الهجمات السيبرانية الإسلامية ذروتها، فعلى سبيل المثال عندما ظهرت منشورات مسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عام 2012م، أطلق مقاتلو “كتائب القسام” عملية أبابيل السيبرانية، وكانت نتيجة هذه العملية تعطيل المواقع الإلكترونية لبورصة نيويورك وعدد من البنوك مثل بنك أمريكا.

وترى الدراسات أن قوة مجموعات الجهاد السيبراني الإسلامية، مثل مقاتلي القسام السيبرانيين، ترجع إلى اهتمام حركات المقاومة الإسلامية بالمهندسين والمهن الفنية والتقنية الهامة، ومن أشهر مجموعات الهكر وأقواها فريق “هكر غزة”، ترجع أول عملية اختراق لهذا الفريق إلى عام 2008م، عندما هجموا أولى هجماتهم الناجحة واخترقوا موقع حزب كاديما الإسرائيلي عام 2008م، ووصل اسمهم إلى عناوين الصحف الإسرائيلية والعالمية عام 2012م عندما شنوا هجومًا على الشرطة الإسرائيلية أدى إلى اختراق جميع حواسيب الشرطة الإسرائيلية، وتوقف خوادمها عن العمل ومنعهم من الوصول إلى الإنترنت، وفي عام 2014م تعرضت الإدارة المدنية الإسرائيلية في يهودا والسامرة بالضفة الغربية لعملية اختراق مرة أخرى، وقالت شركة “فاير آي” لأمن الشبكات إن المسؤول عن الهجمات هو فريق “هكر غزة”.
يُعرِّف فريق غزة أنفسهم على أنهم جزء من الصراع الفلسطيني المُسلح في الفضاء الإلكتروني، وأن هدفهم من الهجمات السيبرانية إلحاق أكبر ضرر اقتصادي بالعدو الإسرائيلي، وإفقاده ملايين الدولارات سنويًّا، وذلك عن طريق عرقلة الحياة اليومية في إسرائيل، والتسبب في مشكلات لمستضيفي المواقع الإلكترونية من خلال شكوك المستخدمين من إمكانية الوصول إليها، إن هجمات الحرمان من الخدمة تعمل على الإضرار بسمعة إسرائيل، إذ تظهر على أنها مكان غير آمن للأعمال التجارية عبر الإنترنت، ومن ثم ينخفض تدفق الاستثمار إلى إسرائيل، ويتأثر الاقتصاد الإسرائيلي.
الفكرة من كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
بدأ انتشار الإنترنت العربي على نطاق واسع مع اندلاع ثورات الربيع العربي، واستخدامه أداةً للتغيير الديمقراطي في المنطقة، ولم تكن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعيدةً عن استخدام الإنترنت، إذ بدأ أول هجوم إلكتروني على الكيان الصهيوني في يناير عام 2012م على يد هكر سعودي اسمه (oxOmar)، الذي هاجم موقع تل أبيب للأوراق المالية وخطوط العال الجوية الإسرائيلية، وتمكن من إبطاء عمل البورصة الإسرائيلية، ونشر أكثر من 400 ألف رقم لبطاقات ائتمان إسرائيلية، وناشد عمر جميع الهكر المسلمين للانضمام إلى معركة الإنترنت ضد الاحتلال الإسرائيلي
وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي. وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي.
مؤلف كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
إيريك سكاريه: ناشط ومحرر في موقع “إنفوفاضة” الإلكتروني المناصر للقضية الفلسطينية. من مؤلفاته:
عن فلسطين: دليل سفر سياسي.
معلومات عن المترجم:
منصور العمري: مترجم وصحفي وناشط حقوقي سوري، حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة لندن، يعمل مترجمًا في “هيومن رايتس ووتش”، حاصل على جائزة PEC وجائزة هيلمان هاميت للكُتاب. من ترجماته:
العميل السري.
اليوم نرمي القنابل وغدًا نبني الجسور.
اعترافات إرهابي.