الجنس شعرًا
الجنس شعرًا
العديد لم يعرف الحب لأنه حالة إنسانية تحتاج إلى مناخ، وهذا المناخ غير متوافر، فهو ثمرة تحتاج إلى رعاية لكي تنضج، وحين لا تتوافر الرعاية، تأتي ثمرة أخرى، وقد تكون مثيرة وجميلة، لكن الثمرة الحقيقية مختلفة. لهذا يدعو الشاعر الجميع إلى المرأة، أي يدعوهم للدخول إلى العالم والنفس ذاتها، وستكون المرأة هنا الدليل، ولا يشترط وجود امرأة جديدة، بل أن يكون الرجل جديدًا، لذا عليه الاغتسال قبل المجيء والحب، ففي الحب يتعرق الكثير، ومع التعرق يظهر الاتساخ، وتفوح الرائحة ويُفتضح الأمر، وتعرف المرأة هنا (والآخرون) كم تراكم من وسخ، ولن يساعد على إتمام هذه العملية سوى الصدق في الحب، فالحب يساعد على توحيد النفس بذاتها والعالم من خلال المرأة التي تحبها النفس.
ويطلب الكاتب من الرجل حين يقابل المرأة ألا يثار جنسيًّا ولا عاطفيًّا، بل كل المطلوب أن يكون إنسانًا لكي تستطيع المرأة أن تعرفه ويتعرف عليها، فهي كامرأة لا تظهر إلا ما هو موجود فعلًا، وقد يتخيل أن هذا سهل، لكن هذا لا يحدث إلا بفَهم الحب والمرأة والإحساس بهما والتعامل معهما، وبإنسان معافى صحيًّا ونفسيًّا.
ولأن الكثير أصبح عبارة عن مسخ، فإن عبارة “أنت مدعو إلى امرأة” توحي إليهم بأنهم مدعوون إلى مومس، وتحيط القذراة بهم من كل جانب، والقذارة لا تنبع من الجنس كما يتوهَّم البعض، بل تنبع من الخوف منه، على الرغم من رؤية البشر للجنس في قديم الزمان بأنه شيء صحي، يحمل معنى الحقيقة، والاقتراب من الحياة، وبأن القرب من المرأة في إمكانه تبديد الوهم الكبير والظلم الذي يحيط بالجميع، وتخليق شعور الانتماء: الانتماء إلى المرأة، فالجنس إذن لا تتعرَّى فيه الأجساد، بل تتعرَّى النفوس، ويساعد الشعر على هذا التعري، والوضع الصحي هو توحُّد الرجل مع المرأة، والوضع المرضي هو الانفصال بينهما، وإعادة توحيدهما تصبح قضية إنسانية، والجنس حالة تحقُّق إنساني، وما يعوقه هو معوق لتحقيق الإنسان ذاته.
الفكرة من كتاب دفاعًا عن الجنون
كيف ترى نظرة الإنسان المهدد إلى الثقافة والفنون والحياة؟ أية إضافة إلى الرصيد العصبي يمكن أن تشكِّلها وثيقة فنية تركها هندي أحمر حين أحس بقدوم الانهيار؟ ولمَ لا يكون الهندي أسمر؟!
في إمكان هذا الكتاب الإجابة عن التساؤلات المحيرة، إذ يحاول فيها الكاتب أن يعطي صورة عن المثقف في هذا الزمان، ومحاولة الإنسان لمنع نفسه من الانحدار عن مستواه الإنساني إلى مستوى الحيوان، وحين يقاوم تتخذ مقاومته شكلًا من أشكال الجنون، وهذه المقدمات قد تكون مقدمة لأبحاث أكثر شمولًا عن آلام الجميع.
مؤلف كتاب دفاعًا عن الجنون
ممدوح عدوان: كاتب وشاعر ومسرحي سوري، ولد في قرية قيرون (مصياف) عام 1941، تلقَّى تعليمه في مصياف، وتخرج في جامعة دمشق ونال الإجازة في اللغة الإنجليزية، عمل في الصحافة الأدبية، وبثَّ له التلفزيون العربي السوري عددًا من المسلسلات والسهرات التلفزيونية، ونال عددًا من الجوائز في دول عربية عديدة.
ومن أهم أعماله:
الظل الأخضر.
وزيارة الملكة.
لو كنت فلسطينيًّا.
أقبل الزمن المستحيل.