الجمع بين نظام الإنسان ونظام الآلة عن طريق علم السِّيبْرِنْتِيكا
الجمع بين نظام الإنسان ونظام الآلة عن طريق علم السِّيبْرِنْتِيكا
في الأربعينيات من القرن المنصرم ظهر علم جديد هو علم “السِّيبْرِنْتِيكا” كأحد ميادين المعرفة المخصصة للاتصال، ويُعرف بأنه أحد العلوم الخاصة بالتحكم والاتصالات، لعب هذا العِلم دورًا بارزًا في ظهور الحاسب الآلي على يد ڤُن نِيْوْمَان، كما عمل على التقريب بين الشعوب في وسط أجواء الحرب الباردة التي دامت لعقود بين الاتحاد السوفيتي والغرب، وقد ناقش هذا العلم مجموعة من المشكلات الكبرى، وفي مقدمتها التشابه الظاهري بين بعض الأجهزة الآلية والنماذج التوضيحية لبعض السلوكيات البشرية، وبناءً على ذلك لاحَت في الأفق إمكانية التقريب بين الإنسان والآلة.
لكن الزيادة الكبيرة في استقلالية الماكينات أدت إلى ظهور مشكلة جديدة تمثلت في كيفية التواصل معها وتنظيم الاتصال بين بعضها وبعض، فابتكر العالم “واينر” جهازًا يعمل على حل هذه المشكلة، فوصل في البداية إلى نظام “التغذية الاسترجاعية” وهي فكرة تتمثل في قدرة أي جهاز إعلامي على ضبط سلوكه بناءً على التحليل الذي يجريه لآثار أفعاله، ورأى في هذا النظام مصدرًا لكل سلوك ذكي يصلح للآلات والبشر معًا من خلال تصنيف السلوكيات على أساس طبيعة المبادلات الإعلامية مع البيئة المحيطة، وبذلك ظهر مفهوم جديد للاتصال يحصر أي كائن في التبادل المستمر للمعلومات مع الكائنات الأخرى المحيطة به.
وانصب اهتمام واينر على دراسة ظواهر الاتصال المشتركة بين الكائنات الحية والآلات، وعمل على إيجاد مفهوم مشترك لكلا النظامين تمثل في علم “السِّيبْرِنْتِيكا” الذي يعد الجسر الذي يربط بين البشر والآلات، وبناءً على ذلك أصبح يُنظر إلى الكائن البشري والآلة على اعتبار أنهما مجموعة من الرسائل وتبادل مستمر للمعلومات مع البيئة المحيطة، وتطبيقًا على ذلك، نحن نستخدم الإذاعة لنقل الصوت، ونستخدم التليفزيون لنقل الصورة، وبالمثل صار من الممكن نقل ذكريات الإنسان واتصالاته المتعددة لأي متلقٍّ يملك أداة قادرة على التفكير، ومن هنا اختُرِعَ الكمبيوتر الذي يُعد عقلًا إلكترونيًّا يشبه البشر في اتصالهم وتفكيرهم.
الفكرة من كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
يستعرض الكاتب تقنيات الاتصال عبر التاريخ بداية من الكتابة والخطابة، ومرورًا بالكتب والطباعة والبرق، ووصولًا إلى التليفون والتليفزيون والكمبيوتر، كما يُبين أسباب ظهور ثورة الاتصال كأيديولوجيا دون دم أو ضحايا بديلة من الأيديولوجيات السياسية الأخرى التي تسببت في نشوب الحروب العالمية وقتل ملايين البشر خلال القرن الماضي، إضافة إلى ذلك يشرح الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال والإعلانات بالتأثير في الجمهور وتوجيهه نحو الاستهلاك.
مؤلف كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
سيرج برو: دكتور في علم الاجتماع، وأستاذ في كلية الإعلام بجامعة كيبيك في مونتريال، وأستاذ مشارك في Telecom Paris Tech ومدير مجموعة الأبحاث ومرصد استخدامات وثقافات الوسائط (GRM)، من مؤلفاته:
Web social: Mutation de la communication.
La contribution en ligne: Pratiques participatives à l’ère du capitalisme informationnel.
فليب بروتون: باحث في مختبر CNRS، وأستاذ بجامعة ستراسبورج في المركز الجامعي لتعليم الصحافة، ومؤلف لعديد من الكتب، منها:
الحجاج في التواصل.
تاريخ نظريات الحجاج.
LE SILENCE ET LA PAROLE.
معلومات عن المترجمة:
هالة عبد الرؤوف مراد: مترجمة، ومن ترجماتها:
الثورة تحت الحجاب (النساء الإسلاميات في إيران).