الجذور التاريخية القديمة لفكرة البنك
الجذور التاريخية القديمة لفكرة البنك
من المعروف أن الخبرة العملية تسبق تدوين العلوم، فالتدوين يكشف طبيعة العلم ولا ينشئه، وعلى ذلك فرغم أن تدوين علم الاقتصاد بالشكل المتعارف عليه لم يبدأ إلا حديثًا؛ فإن الإنسان منذ بدء الخليقة مارس بعض الأنشطة الاقتصادية البدائية التي تمثلت في السعي لاكتساب رزقه وتبادل بعض احتياجاته مع غيره، لذا نجد أن هناك بعض الأفكار الاقتصادية كانت مترسخة في الطبيعة البشرية وفرضتها الظروف المعيشية في تلك الفترة، منها مثلًا فكرة تبادل المنافع، فلا يستطيع الإنسان بمفرده أن يوفر لنفسه كل احتياجاته من السلع، لذا عمد إلى فكرة الاستكثار من إنتاجه وادخار الفائض لمبادلته مع آخرين من أجل الحصول على ما ينقصه من سلع أخرى.
من هنا ظهرت الحاجة إلى توفير مكان آمن لحفظ هذا الفائض من الضياع والسرقة، فكانت المعابد هي الاختيار الأول للإنسان القديم لما كانت تتمتع به من قدسية ومكانة دينية في النفوس، وبتطور المجتمعات وزيادة الفوائض اتجهت تلك المعابد إلى إقراض ما يزيد على قدرتها التخزينية، ومن هنا نشأت فكرة الإيداع والإقراض التي هي أساس عمل البنك في الوقت الحاضر، ومن هنا نستطيع القول إن فكرة عمل البنوك في أصلها ترجع إلى العصور القديمة.
كما نشأت تبعًا لذلك ضرورة أن يكون رجل الدين في المعبد (الكاهن) على دراية وإلمام ببعض المبادئ الاقتصادية والإدارية، فلم يكن مجرد مقيم شعائر للطائفة الدينية وحسب، وذلك حتى يستطيع توجيه تلك الفوائض المالية للاستخدام الأمثل، كما كان منوطًا به في ذلك الوقت تقديم بعض النصائح لمساعدة الأفراد على تجاوز العثرات المالية.
الفكرة من كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
يعدُّ هذا الكتاب لونًا جديدًا في الكتابات الاقتصادية، التي تناولت موضوع البنك المركزي، فقد تناول الكاتب مراحل تطور البنوك المركزية، بدايةً من العصور القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، بغرض التعرف على أنظمة هذه البنوك وطرق إدارتها ودورها الفاعل في السياسة الاقتصادية، ويعرض كذلك المحاولات التي بذلت من قبل الحكومة المصرية لإنشاء أول بنك مركزي مصري.
مؤلف كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
زكريا مهران: ماليٌّ وحقوقي مصري، تخرج في مدرسة الحقوق عام ١٩٢٠م، وعمل بالمحاماة، ثم انصرف إلى الاقتصاد، فعمل مع “طلعت حرب” في بنك مصر وشركاته قبل أن يُعين عضوًا في مجلس الشيوخ.
من أهم مؤلفاته:
موجز النقود والسياسة النقدية.
التاريخ يُفسِر التضخم والتقلص.