الجائحة
الجائحة
كانت البدانة أمرًا نادرًا على مر التاريخ، وقلَّما كان يُصاب بها الأفراد في المجتمعات التقليدية حيث كانوا يتناولون وجبات تقليدية، حتى مع وفرة الغذاء.
مع تطوُّر الحضارات بدأ ظهور البدانة، وأرجع الكثيرون السبب إلى الكربوهيدرات المُكرَّرة وتشمل السكريات، مثل السكر وشراب الذرة عالي الفركتوز، والحبوب المكرَّرة، مثل الأرز الأبيض والدقيق الأبيض، وتمتاز بكونها تفتقر إلى الألياف والمغذيات الدقيقة.
بحلول خمسينيات القرن العشرين، كانت “جائحة كبرى” من مرض القلب تتحوَّل لتصبح مشكلة عامة تتزايد، حيث ازدادت معدلات إصابة أشخاص أمريكيين أسوياء صحيًّا في الظاهر بهجمات قلبية، وتبيَّن لاحقًا أن الأمر لم يكن سوى نتيجة ثانوية للتطور الذي عرفه الطب في مجال الأمراض المنتقلة بالعدوى، وبعد إعادة تشكيل المشهد الطبي العام؛ فقد تم اكتشاف اللقاحات والمضادات الحيوية وزيادة التعقيم، أصبح يمكن علاج أمراض كالسُلِّ والتهاب الرئة، والالتهاب المعوي والمعدي، وقد أدَّى ذلك إلى زيادة نسبية في مسؤولية مرض القلب والسرطان عن حالات الوفاة؛ فلو كان الناس حينها لا يموتون بأمراض كالسُلِّ وغيره، فلقد كان من المتوقع أنهم سيعيشون فترات أطول بما يكفي لتحدث لهم أزمات قلبية.
نتيجةً لذلك فقد تكوَّن انطباع عام مُضلل؛ أنَّ زيادة نسبة الدهون هي السبب في الوفاة، وأن الدهون تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، وهي المادة الدهنية التي يُعتقد أنَّ لها دورًا في الداء القلبي، وقد بدأ الأطباء يشجِّعون على اتباع الحميات منخفضة الدهون.
تُقسِّم المكونات الغذائية إلى ثلاثة مكونات: بروتين، وكربوهيدرات، ودهون.
لذلك فتقليل نسبة الدهون في الطعام يعني استبدالها بالبروتين أو الكربوهيدرات، ولكن أغلب الأطعمة الغنية بالبروتين تحتوي نسبة دهون؛ لذلك يصعب التخلُّص من الدهون دون البروتين، لذلك إذا أردنا إنقاص الدهون فعلينا زيادة الكربوهيدرات.
نتيجةً لذلك زادت الدعاوى إلى تقليل الدهون وزيادة الكربوهيدرات، ولكن أمراض القلب لم تتناقص، بل وبدأت الزيادة في البدانة!
الفكرة من كتاب شيفرة البدانة: الكشف عن أسرار إنقاص الوزن
ساد الاعتقاد أن العلاج المثالي للبدانة هو اتباع الحمية منخفضة الدهون ناقصة السعرات الحرارية، ويرى الدكتور فونغ خطأ هذا الاعتقاد، ويستعرض في هذا الكتاب تشريحًا مُفصَّلًا لظاهرة البدانة؛ فقد لاحظ المؤلف أننا نعالج المشاكل التي تسببها البدانة لا مشكلة البدانة نفسها، أي نهتم بالسبب المباشر لا السبب الأساسي.
الفكرة الأساسية في الكتاب تتمحور حول أن السبب الرئيس للبدانة هو خلل هرموني ويتعلَّق بشكل أساسي بارتفاع نسبة الإنسولين في الدم (مما يؤدي إلى “مقاومة الإنسولين” التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع نسبة الإنسولين في الدم)، إضافةً إلى الكورتيزول والعامل الوراثي، حيث يلعب كلٌّ منهما دورًا ثانويًّا في مشكلة البدانة.
مؤلف كتاب شيفرة البدانة: الكشف عن أسرار إنقاص الوزن
الدكتور جيسون فونغ: هو طبيب كلى كندي، وخبير عالمي في الصيام المتقطِّع وانخفاض الكربوهيدرات؛ وبخاصة لعلاج الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
له عدة كتب في مجال الصحة، أهمها:
The Complete Guide to Fasting
The Diabetes Code
The Cancer Code
كما أن لديه موقعه الخاص على الإنترنت the fasting method.