الثورة الصناعية

صار للغرب الأوربي سطوة على سواحل آسيا الجنوبية بعد خوض إسبانيا والبرتغال عددًا من المعارك البحرية مع القوى الشرقية، وفي هذه الفترة كانت هولندا تُجاهد من أجل الحصول على استقلالها من سلطان إسبانيا، ونجحت في الاستقلال عام 1581م، وكانت ذاتية هولندا تختلف عن ذاتية الطبقات العليا في إنجلترا وفرنسا، إذ كانت لا تهتم بالتنعم الأرستقراطي بقدر ما تهتم بعملية الإثراء، وهذا الاختلاف هو أحد أهم أسباب التفوق الهولندي وقتها، إذ تطورت القدرات الإدارية والمصرفية الهولندية، وبلغ الأسطول الهولندي الذي يحمل الحبوب ألف سفينة، وصار أكبر من أسطولي البرتغال وإسبانيا في النصف الأول من القرن السابع عشر، واستحوذت على أراضٍ كثيرة على ساحل المحيط الأطلسي الأمريكي.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لم يَطِقِ الأوربيون الغربيون هذا التفوق الهولندي الساحق، فسَعَت إنجلترا إلى اللحاق بهولندا، وفي القرن السابع عشر، هزمت إنجلترا إسبانيا والبرتغال وهولندا بعد سلسلة من المعارك البحرية، وأقامت عديدًا من المستعمرات في أمريكا الشمالية وظهرت ثقافة الرأسمالية، ومضمون هذه الثقافة هو العمل على جَنْي الثروات مهما كانت الكلفة ما دامت ليست كلفة اقتصادية، فلا ضرر من جني الثروة عبر القتل والنهب والاستعباد، وأدى إجبار سكان المستعمرات على الشراء من إنجلترا، إلى تغيُّر الهيكل الاجتماعي والاقتصادي بشكل إيجابي وارتفاع معدل التحضر، وفي الثلث الثاني من القرن الثامن عشر، ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى ارتفاع التكلفة ومن ثم ارتفاع الأسعار

وارتفاع الأسعار هدد بعدم القدرة على المنافسة، لذا استغل المصنعون الثورة العلمية وأحلوا التكنولوجيا محل العمالة، وظهرت فكرة براءة الاختراع، وهي عملية إدخال للاكتشافات عبر تحفيز الاختراع وإعطاء صاحبه حق احتكاره، وبهذه الفكرة ظهرت الرأسمالية الصناعية، وتتالت الابتكارات حتى انخفضت التكلفة وتضاعف الإنتاج وصار لإنجلترا ميزة تنافسية، وأدى هذا السَّيْل من الابتكارات إلى الثورة الصناعية.

الإنسان كائن اجتماعي، يميل إلى الاختلاط والتعامل مع الآخرين، وهذه الفطرة هي التي قادته إلى خوض مراحل متتالية، تضمنت ممارسات وأفكارًا اقتصادية، أخذت في الارتقاء حتى أصبحت علم الاقتصاد الذي نعرفه الآن، وسنعرف هذه الممارسات من خلال هذا الكتاب في شكل حكاية مثيرة مليئة بالأحداث.

محمد يَحيى: كاتب وباحث مصري، وُلد عام 1992م بمدينة القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديَّة من كلية التجارة بجامعة الزقازيق عام 2013م، كما حصل على دبلوم في النظم السياسيَّة والاقتصاديَّة، ودبلوم في الاستثمار والتمويل، ويعمل حاليًّا في مجال الاستشارات الماليَّة، ومن مؤلفاته:

ومضات.
أيام العرب: حكايات وتأريخ ومشاهد.
شقاق العرب: جماجم العرب والرسالة الأخيرة.
علم الخيال: كيف صاغ الفيزيائيون نظريات تسامي الخيال متعة وغرابة.