الثورات المصرية في التاريخ المعاصر
الثورات المصرية في التاريخ المعاصر
شهدت مصر خمس ثورات شعبية في تاريخها المعاصر، أولاها الثورة التي أخرجت الحملة الفرنسية من مصر، والتي تضافرت فيها القوى الشعبية لطرد الغزو الإفرنجي، وانهارت عقبها قوة المماليك وانتهى حكمهم وتولى محمد علي السلطة منفردًا، والثانية هي ثورة عرابي التي وقعت في أثناء عامي 1881 و1882، وكانت مصر حينها قد غرقت في الديون الأجنبية وتوغُّل النفوذ الأجنبي، فقامت تلك الثورة وكان عمودها الفقري هو القوات المسلحة، ورفعت شعار “مصر للمصريين” بحسبانه شعار الوطنية المصرية ضد النفوذ الأجنبي، وانتهت باستدعاء الخديوي توفيق الإنجليز للتدخُّل العسكري في مصر لقمع الثورة، والثورة الثالثة هي ثورة 1919، وهي ثورة شعبية خالصة لم تشارك فيها القوات المسلحة، جمعت بين مطلب الاستقلال الوطني وجلاء جيش الاحتلال وبين مطلب الديمقراطية ضد استبداد الحكم الفردي والحكم النخبوي المحتكر للسلطة.
أما الرابعة فهي ثورة 23 يوليو 1952 التي عزلت الملك فاروق عن الحكم، وقامت بها القوات المسلحة منفردة وتولَّت بعدها وحدها شؤون الحكم في البلاد، وألغت الأحزاب السياسية وطوَّرت جهاز الدولة على نحو ينفِّذ سياسات وطنية ويقوم ببناء اقتصاد وطني قوي، ولكن في ظل حكم فردي استبدادي يُخضِع المجتمع لجهاز الدولة كجهاز وحيد ويُخضِع جهاز الدولة لسلطة فرد واحد قائم على الحكم هو جمال عبد الناصر، والخامسة هي ثورة 25 يناير، وهي ثورة شعبية قامت بها جماهير الشعب ضد الحكم المستبد من أجل تغيير نظام الحكم إلى تنظيم ديمقراطي يُخضِع الحاكمين للنفوذ الشعبي، ولكن كان التشكُّل التنظيمي الشعبي القائم بالثورة من الضعف، بحيث إنه لم يستطع السيطرة على الحكم، وتدخَّلت القوات المسلحة في 10 فبراير، مما أدَّى إلى خلع رئيس الجمهورية حسني مبارك.
الفكرة من كتاب ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر
ينظر “البشري” في هذا الكتاب إلى تاريخ مصر المعاصر نظرة الطائر المحلِّق في السماء، ومن ثم فهو ينقل أحداث التاريخ من تشكُّلها الرأسي المتتابع من ماضٍ وحاضر ومستقبل، إلى المنظور الأفقي بحسبانها كلها حدثت وتمَّت وصارت من الماضي، وهذا المنهج يتيح له أن يستقرئ أحداث التاريخ في تشكُّلاتها التي جرت؛ ليستطيع بالمقارنة بين بعضها وبعض أن يستخلص الدروس والعبر وعوامل التشابه والاختلاف والإنجاز والفشل، ومن ثمَّ فهو يقرأ ثورة 1919 في إطارٍ واسع يستوعب ماضيها وحاضرها وآثارها فيما بعد، بالإضافة إلى الإحاطة بالواقع الذي قامت فيه وكيف كان شكله وكيف كانت ملابساته.
مؤلف كتاب ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر
طارق البشري: قاضٍ مصري سابق ومفكر إسلامي ومؤرخ، شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري ورئيس الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع لعدَّة سنوات.
من أهم مؤلَّفاته: “محمد علي ونظام حكمه”، و”سعد زغلول يفاوض الاستعمار”، و”العرب في مواجهة العدوان”، و”الحركة السياسية في مصر 1945- 1953″، و”المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية”، و”دراسات في الديمقراطية المصرية”، و”شخصيات تاريخية”، و”من أوراق ثورة 25 يناير”.