الثواب والعقاب
الثواب والعقاب
لا شك أن الحياة من دون ثواب وعقاب لا تكون سوية، والذي لا يجد عاقبة لفعله السيئ فإنه يكرره بل ويتمادى فيه، فماذا نفعل كآباء عندما يخطئ أبناؤنا؟
ابحث أولًا عن السبب، فالدافع هو الأهم وليس السلوك، واحذر أن تغضب وتثور فتقدم لأبنائك النموذج السيئ عند الغضب، فإذا أردتهم أن ينشأوا متعاطفين ومتفاهمين يناقشون بهدوء دون ثورة، فعليك أن تفعل ذلك معهم أولًا، وتذكر دائمًا أننا لا نعاقب الطفل للانتقام منه بل لتوجيهه، والقسوة مع الأطفال تجعلهم أكثر ميلًا للسلوكيات السيئة، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين كانوا يخشون العقاب، كانوا أقل استعدادًا لتقبل المسؤوليات، وأكثر ميلًا للإغراءات، كذلك فإن كثرة العقوبات تلغي المراقبة الذاتية للطفل.
واعلم أن العنف يفقد ابنك مشاعره تجاهك، ويجعله يظن أنه غير محبوب من قِبلك؛ فاحرص على استخدام عبارات مثل: “أنا أحبك كثيرًا، ولكن ليس مسموحًا لك بفعل ذلك بعد الآن”، فالانضباط يعني معاملة الطفل بموضوعية تجاه سلوكه، ولا يعني الغضب والتعنيف.
ومن الأفضل أن تكون العقوبات بتحمُّل عواقب الأفعال، فإن أسقط الطفل كوبًا ينظف ما خلَّفه، وإن ضيع شيئًا يدخر من مصروفه لتعويضه، كذلك الحرمان من المميزات أو المكافآت وأنشطته المفضلة، وقد تكون نظرات العتاب وإظهار الحزن والغضب كافية في كثير من الأوقات، كذلك الخصام لفترة بسيطة، ولا بأس بالتغافل أحيانًا كثيرة، إذ لا داعي للتعليق على كل خطأ والنقد باستمرار، ودع له فرصة أن يخبرك بنفسه.
الفكرة من كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
“الأطفال لا يأتون إليكم بل يأتون للحياة من خلالكم”، بهذه المقولة يفتتح المؤلف كتابه الذي وضع فيه أهم قواعد التربية من نظره، والتي اختارها لتناسب كل الطبقات والمستويات، ويمكن تكييفها مع ظروف كل أسرة وبيئتها، وتعد التربية “رعاية الطفل لتنمية اتجاهات سليمة لديه نحو نفسه والآخرين”، وهي إعداد الطفل لبناء حياة حقيقية سوية، لا برسمها له، ولكن بتعليمه الأدوات التي يستطيع بها مواجهة الحياة بنفسه، ولا غنى عن الإيمان بتفرُّد أبنائنا واستقلاليتهم، وعن احترامنا لهم ككيان مستقل لا كامتدادٍ لذواتنا.
مؤلف كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
محمود الشريف: كاتب مصري، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، يعمل بالإدارة، وهو مدرب وميسر ومعد لبرامج تدريبية، له عدد من المقالات في المجالات الاجتماعية والثقافية والحقوقية.