الثقافة الجنسية
الثقافة الجنسية
الجهل الجنسي يضع الرجل والمرأة في فوضى، وهذا كله يقع على كاهل الكبار في تعليمهم، وقد توصَّل كثير من علماء النفس إلى إنكار الوالدين تعليم أطفالهم الثقافة الجنسية بشكل عام، بسبب جهل الوالدين بالقيام بالتربية الجنسية بشكل سليم، لكن الحل هو إدراكهم أن العلاقة الجنسية هي حاجة سيكولوجية صحية داخل الإنسان، ولا ينبغي تسميتها بأنها عار أو علاقة مبتورة، كما يحدث في بعض المجتمعات الشرقية، بل هي حاجة بشرية من أجل التناسل.
ويقول الأستاذ مدحت عزيز في كتابه “الطب والجنس”: “سواء أردنا أم لم نرِد فإن أطفالنا سيعرفون الجنس، إنه شيء لا نستطيع أن نمنعه، ولكننا نستطيع أن نتدخَّل في تحديد وتقويم كيف يتعلَّمون الحقائق الجنسية”، لذا الأولى أن يتعلَّم الأطفال مفاهيم الحب والزواج من خلال الوالدين، كي يشعروا بالراحة والأمان في السؤال عن أي شيء، وحتى يُصحَّح لهم، ويقوم الأهل بتقويم الأفكار المغلوطة التي قد يتعرَّضون لها في المستقبل بسبب الأسس التي وُضعت لهم، فإن الأطفال يحدِّدون موقفهم ومشاعرهم تجاه الجنس في خلال السنوات الست الأولى، ومن سن السادسة حتى الثانية عشرة تتحدَّد عندهم المثاليات الجنسية داخل نفسياتهم، ومن سن الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة تتحدَّد العادات الجنسية لدى المراهق، التي قد تكون خاطئة، ويجب التجهيز لإجابات مناسبة للأطفال، ففي أعمارهم الأولى تم الإجماع على أسئلة يطرحونها على أهلهم، وهي: من أين جئنا؟ وكيف دخلنا إلى هذا المكان الذي خرجنا منه؟ والإجابة تكون أنه يحدث حب بين الزوجين، لكن ليس بشكل مُعلَن أمام الناس، لأنه شيء خاص جدًّا، ثم ندعو الله أن يرزقنا طفلًا جميلًا مثلك، فتختلط الحيوانات المنوية مع البويضة، عن طريق القبلات والتلامس بينهما، ويمكن تشبيهه هنا بتداخل الأصابع، ثم يحدث تناسل بقدرة الله (عز وجل)، وهو الخالق، ويجب أن تتذكَّر أنك تعلِّمه ذلك، من أجل الحفاظ على هويَّته الجنسية، وكي لا يذهب إلى الحصول على إجابات من مكان خاطئ، وأيضًا لأنه سيكبر وتكون لديه أو لديها حياة زوجية صحية ناجحة.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
الإعداد للمشروع أهم من المشروع نفسه، وإذا وصفنا بناء الأسرة بمشروع، فهو مشروع سامٍ ومهم جدًّا، لذا فالإعداد له يحتاج إلى رُقِيٍّ في الترتيب والإعداد.
أن تكُوِّن أسرة.. يعني تنشئة جيل سليم النفس والخُلق، وإعدادك إياهم تربويًّا يجب أن يكون تطبيقيًّا شاملًا من نواحٍ عديدة، منها: الاجتماعية والنفسية والدينية والجنسية، ولأننا جميعًا نهتم بنواحٍ كثيرة ونهمل جانبًا مهمًّا، هو في الغالب التربية الجنسية، حتى سَبَّب لنا مشكلات جنسية عدة عند أبنائنا، ما حفَّز الكثير من المُربين والوالدين إلى إعداد أنفسهم كي يتعاملوا مع هذه المشاكل، كما أن العملية التربوية تحتاج إلى وعي زائد حول المجتمع والزمان.
لذا فإننا اليوم سنطرح في هذا الكتاب نقاط مهمة عدة كي نتجنَّب المشكلات من البداية، “فالوقاية خيرٌ من العلاج”، فقد تنقَّل الكاتبان حول أفكار كثيرة منها: مفهوم التربية الجنسية، وأهدافها، ومن المسؤول عن القيام بالتربية الجنسية، وما السن المناسبة لأطفالنا كي نربيهم على ذلك، وكيف آلت بنا الحياة إلى هذا الكَمِّ من الانحرافات الجنسية عند الأطفال والمراهقين!
مؤلف كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
أحمد عبد الكريم: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه في الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
محمد أحمد خطاب: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه فلسفة في دراسات الطفولة جامعة عين شمس.