الثراء والتكنولوجيا
الثراء والتكنولوجيا
التحدي الثاني أمام التسويق هو التوزيع غير العادل للثروات بين المستهلكين، مما يُعلي من أهمية بعض الشرائح على حساب الأخرى، فهناك فجوة بين الفرص والوظائف المتاحة للجميع، وحتى أساليب الحياة فهناك أسلوب استهلاكي وآخر بسيط، ولذلك تنوعت الأسواق بشدة لتحقيق أكبر ربح عبر تعديل الجودة بما يناسب تفاوت قدرات الأفراد على الشراء والاستهلاك.
ووسط كل ذلك يمتاز عصرنا بتباطؤ معدلات النمو بشكل لا يتناسب مع زيادة معدلات الاستهلاك والمواليد، بالإضافة إلى تشبع السوق بالمنتجات والخدمات المتشابهة، ولذلك يمتد دور العلامات التجارية إلى تحسين المجتمع وقدرة أفراده على الاستهلاك، عبر مشاركتهم في خُطط التنمية المستدامة، والمساهمة في الضرائب والأعمال الخيرية، وتطوير تقنيات السوق بما يراعي المخاوف البيئية والاجتماعية.
أما التحدي الثالث فهو الفجوة الرقْمية بين دول العالم، هناك دول تتحرك بسرعة تجاه أتْمَتة الأنظمة والخدمات، أي جعلها أوتوماتيكية، وصعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الذي يربط بين الأجهزة، مما أثار عديدًا من المخاوف نحو مستقبل تحكمه الآلة، يفقد فيه الناس وظائفهم لصالحها، وتنتهك خصوصية معلوماتهم، وتختار الخوارزميات المعقدة كل ما يشاهدونه على الِمنصات الرقْمية المختلفة، بالإضافة إلى عديد من الآثار الصحية الضارة بسبب قلة الحركة كالسمنة مثلًا.
ولكن عملية الرقمنة تعدنا بأمور أخرى غير المخاطر، مثل زيادة الثروة ومعدلات الإنتاج، وتحسين أسلوب حياتنا عن طريق الاعتماد على علوم البيانات الضخمة التي تمُدنا بالقرارات الصحيحة، وكذلك رفع مستويات الصحة ومتوسط الأعمار نتيجة تحسين الرعاية الطبية، وإحداث أثر اجتماعي كبير عبر وجود بيئة نتحكم فيها من خلال الأجهزة بما يعرف بالواقع المعزز، أي جلب الأدوات الرقْمية إلى الواقع.
وعلى الجانب الآخر من الضِّفة، تقف دول محرومة من كل تلك التقنيات، وهو ما نقصده بوجود فجوة رقْمية تُصعِّب من عملية إحلال الآلة بشكل كامل بدلًا من الإنسان، خصوصًا بسبب تعقيد مشاعره وإدراكه.
الفكرة من كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
لم يعد التسويق يقتصر على المنتج أو الزبون ويهدف إلى بيع مباشر فقط، فقد مكّنت التكنولوجيا الحديثةُ، كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها، الشركاتِ من إحاطة الزبون بعالم مصمم خصيصى لكي يجرب المنتج أو الخدمة، ولا تنتهي العَلاقة بين الزبون والعلامة التجارية بمجرد إتمام عملية البيع، بل تدخل طورًا آخر من التسويق.
فلكي نتعلم كيفية مواكبة المفاهيم التسويقية الجديدة واستخدام أدواتها، يجب أن نفهم التغيير الجِذري الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم التسويق، ونعرف التحديات الجديدة التي تواجه التسويق في ظل اختلاف شرائح الجمهور المستهدف وتباينها، ونلقي نظرة مستقبلية على عالم تتوغل فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم.
مؤلف كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
فيليب كوتلر: عرّاب التسويق الحديث الذي ولد في عام 1937م في شيكاغو، حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو والدكتوراه من جامعة MIT وكلاهما في الاقتصاد، كما أنه بروفيسور للتسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث ويسترن، وأيضًا مستشار لعديد من الشركات الكبرى مثل جِنرال إليكترك، ومن أهم كتبه:
كوتلر يتحدث عن التسويق.
التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي.
هيرماوان كارتاجايا: أحد أهم القادة المؤثرين في مفاهيم التسويق الحديث، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة ماركبلس إنك،حصل على عديد من الجوائز منها جائزة القيادة العالمية من رابطة الأعمال بجامعة نبراسكا لينكولن، ويعمل حاليًّا رئيسًا لمجلس آسيا للمشاريع الصغيرة.
إيوان سيتياوان: كاتب ومحاضر شهير، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلوغ بجامعة نورث ويسترن، بجانب بكالوريوس الهندسة من جامعة إندونيسيا، كما أنه المدير التنفيذي في شركة ماركبلس إنك بجانب رئاسته لتحرير مجلة ماركتيرز.