الثأر المتأخر
الثأر المتأخر
يحكي لنا المؤلف هنا قصة صبحي الرجل الصيدلاني العجوز الوحيد والذي لم يبقِ مرض من أمراض الشيخوخة لم يصبه انتهاء بورم في المخ يلتهم ما بقي له من أيام معدودة، فالجراحة في حالته مستحيلة.
في أثناء عودته من القاهرة للريف مستقلًا القطار ومطلًا من النافذة أخذت ذكرياته السعيدة تتراقص أمامه منذ صغره حتى اخترقتها لحظة غدر أودت بحياة والده.
أب قتيل، وأعمام متهمون، ونزاع على الأرض والإرث، وتحقيق وبوليس ومحامون ثم براءة وإفراج لعدم كفاية الأدلة! لقد نهبوا الأرض وازدادوا ثروة وقوة، وأصبحوا سادة ونوابًا وأصحاب ملايين لكنها ملايين فاسدة ولا دليل على ذلك، أمَّا صاحبنا “صبحي” فلم ينسَ تلك اللحظة، وتوقفت حياته عندها، فلقد قُتل يوم قُتِل أبوه.
وصل القطار ونزل صبحي إلى المحطة ليجد أعلامًا وزينة ولافتات، فاليوم هو يوم افتتاح مشروعات وهدان.. وهدان العم!
ذهب صاحبنا إلى صيدليته وأخذ شيئًا من درج مقفل ليشارك في الاحتفال على طريقته الخاصة، وبعد أن اخترق الجموع أصبح أقرب ما يكون إلى المحسن الكبير والمصلح العظيم والعم الغادر، ليخرج مسدسًا من جيبه ويفرغ رصاصة في قلب عمه، وتنطلق عشرات الرصاصات من حوله، ولكن بعد فوات الأوان، فقد مات “صبحي” لحظتها ميتة طبيعية بنزيف داخلي وهو يضحك!
الفكرة من كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
يضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة، يهدف من خلالها الكاتب إلى مناقشة عدة قضايا واقعية مختلفة بطريقة غير مباشرة منسوجة من الخيال ومحكية بأبسط العبارات وأكثر الأساليب متعة وتشويقًا، لافتًا إلى مشاعر طيبة وقيم عظيمة كالأمانة، ومحذرًا من الطمع والخيانة وما يترتب عليها من عواقب.
مؤلف كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
مصطفى محمود: فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألَّف العديد من الكتب في المجالات المختلفة الدينية والاجتماعية والفلسفية والسياسية، إضافةً إلى الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة ومنها:
رائحة الدم.
شلة الأنس.
أكل عيش.