التوقف عن التخمين
التوقف عن التخمين
يُعد أول رد فعل نتخذه عند حدوث مشكلةٍ ما هو الاعتماد على الحدس أو التخمين لسبب وقوع المشكلة وكيفية حلها، فنختبر مجموعة تخمينات مختلفة على أمل أن نصل منها إلى حل المشكلة، وهذا الأمر يحدث كثيرًا بنطاق رواد الأعمال كإجراء سريع لحل المشكلة.
وطريقة التخمين ربما تنجح في حالة المشكلات السهلة التي لا تحتاج سوى إلى تخمين أو ثلاثة تخمينات من السهل اختبارها وتجربتها، ولكن معظم المشكلات الدائمة في حياتنا ليست سهلة ولها نحو خمسين سببًا ممكنًا فأكثر، بل وعندما تصبح المشكلة معقدة قد يمتد عدد التخمينات إلى مئات أو آلاف التخمينات، وربما لا تستطيع أنت وفريق العمل الإحاطة بها جميعًا، وهناك سيناريو آخر سيئ وهو أنه في أثناء حل المشكلة يزداد عدد التخمينات تبعًا لزيادة في عدد متغيرات المشكلة مع الوقت، وفي هذه الحالة لو أردت اختبار كل تخمين مُمكن ستضيع كثيرًا من الوقت حتى تجد السبب الرئيس الذي قد يستغرق عدّة شهور أو ربما لا يكون السبب الرئيس ضمن قائمة التخمينات، فبذلك لن تصل إلى الحل على الإطلاق.
ومن هنا تصبح آفات التخمين أنه يجعلك في حالة مشتتة تهدر وقتك وطاقتك وتبعدك عن المشكلة الأساسية، غير أنه لو حالفك الحظ وكان أحد التخمينات بالفعل هو السبب الرئيس للمشكلة، فلن تنجو كذلك من الآثار الجانبية التي تتمثل في ثلاثة نتائج، أولاها ترسخ عادة التخمين في الدماغ وأنها استراتيجية جيدة، وأما ثانيتها فهي عدم بناء استيعاب حقيقي للمشكلة ومعرفة أساسياتها التي يمكن استخدامها مُستقبلًا في مشكلة جديدة، أما بالنسبة إلى ثالثة النتائج فهي عدم تطور مهارة حل المُشكلات لديك.
وبذلك لتخطو أول خطوة تجاه بناء مهارة حل المُشكلات عليك التوقف عن استخدام التخمين باعتباره سلوكًا أساسيًّا في استراتيجية الحل، وفي الوقت نفسه يمكنك كتابة جميع تخميناتك ووضعها في ملف مغلق وتجاهلها حتى الانتهاء من حل المشكلة.
الفكرة من كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
في عالمٍ ملِيء بالمشكلات المتنوعة منها السهل والصعب، ربما تواجه مشكلة تعطل جهاز ما أو مشكلة بقطاع العمل أو في حياتك الشخصية.
بالنسبة إلى المشكلات السهلة فلا تحتاج سوى إلى بعض التخمين وتجربة بعض الفرضيات، ولا تتطلب مجهودًا كبيرًا، ولكن إذا طبقت سلوك حل المشكلات السهلة على المشكلات الصعبة، أصبح حل المشكلة الصعبة مستحيلًا وقد تؤول الأمور إلى الفشل وإهدار الوقت والمال وينتهي بك الأمر إلى الاستسلام والتعايش مع المشكلة، إذًا كيف نحل المشكلات الصعبة ونمتلك مهارة حل المشكلات؟
سنعرف مع الكتاب 9 سلوكيات من شأنها مساعدتنا في حل المشكلات والتغلب على التحديات.
مؤلف كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
نات جرين : رجل أعمال ومُفكر ومُؤلف، وُلِد ونشأ بهونج كونج، حصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة أوكسفورد ودرس التصميم والتصنيع والإدارة في جامعة كمبريدج، وكذلك حضر دورات دراسية للتعليم التنفيذي في برنامج إدارة الرئيس في كلية هارفارد للأعمال، ومؤسس Stroud international لمساعدة رواد الأعمال على تحديد وحل المشكلات الصعبة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
Variable Analysis: A Problem Solving Method to Help You Stop Guessing and Solve the Hardest Problems.
Wedged: How You Became a Tool of the Partisan Political Establishment, and How to Start Thinking for Yourself Again.
معلومات عن المُترجم:
عاصم فاروق صالح: مترجم وكاتب محتوًى مصري، حصل على ليسانس الآداب من جامعة بني سويف، ودبلومة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC – School of Continuing Education).