التوسل
يرفع القرآن الوساطة بين العبد وربه ويجعل العلاقة مباشرة، وقد دار الجدل طويلًا حول مفهوم التوسل بالأنبياء والصالحين، والدعاء عند أضرحة الأولياء وآل البيت، فاستشهد المؤيدون لتلك الفكرة بآيات الشفاعة، واستدل المنكرون بآيات قاطعة على إنكار نفع التوسل، فهل هناك لبس؟
يجيب الدكتور مصطفى محمود عن هذا التساؤل بنظرة شمولية، فواقع الأمر أنه لا تناقض، والآيات إنما تتكلم عن مستويات مختلفة، فالشفاعة الموجودة في القرآن لا تغير حكمًا ولا تبدل قضاءً، إنما هي من أسباب هذا القضاء، وأما التوسل والوساطة بمفهوم العصر فإنها لا وجود لها في الإسلام، ولن تغير كلمة نبي أو صالح أو ولي من قضاء الله شيئًا، ولن تزيد من علمه شيئًا، حاشاه سبحانه.
ويشير الكاتب إلى أن ما يحدث من تمسك بالقضبان النحاسية وتوسل بأضرحة الصالحين فهو خطأ كبير، والواجب أن يتوجه الناس إلى ربهم، وغاية ما يجب عليهم عند زيارة الصالحين قراءة الفاتحة والدعاء لهم بالرحمة والسير على طريقهم ونهجهم في الصلاح، لا أن يشركوا بالله.
الفكرة من كتاب من أسرار القرآن
يحاول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب الوقوف على حقائق بعض القضايا ومناقشتها من خلال القرآن الكريم، وهي قضايا تخص المجتمع عمومًا والنفس البشرية خصوصًا، ومن خلال استنطاق أسرار القرآن يضع حلولًا وفهمًا جديدًا لتلك المشكلات، وهو بهذا الطرح يقاوم التيار الغربي الجارف الذي يصدر للمجتمع الإسلامي تصورات مخالفة لدينه.
مؤلف كتاب من أسرار القرآن
مصطفى كمال محمود حسين: طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 25 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
نار تحت الرماد.
علم النفس القرآني.
في الحب والحياة.
السؤال الحائر.