التوجُّهات الكبرى لصياغة المستقبل
التوجُّهات الكبرى لصياغة المستقبل
تعد حالة التغيُّر والتبدُّل التي تتشكَّل في الحركة الكونية أحد أهم ملامح الكون والحياة بصفة عامة، فالتغيير سنة مطردة إذ لا شيء ثابت في هذا العالم الأزرق، وأصبحت الأيام كموج البحر المتتابع كلٌّ منها تختلف عن سابقتها، وعلى ذلك فإن لم توجد العقلية التي ترصد تلك التغيرات وتعمل على إدارتها بالشكل المطلوب، انقلب الأمر إلى عشوائية وفوضى في القرارات، فلا جدال في أن رياح التغيير قد تعطِّل الحياة وتكبِّد المجتمع خسائر كبيرة إذا جرى معاكستها، وبذلك تصبح عملية الاستشراف بالمستقبل أولى الخطوات لفهم وتقييم الأخطار المستقبلية ومن ثم اختيار الأسلوب الأمثل في التعامل معها.
وإذا تطرَّقنا إلى رصد أنواع التوجهات الكبرى التي تنتظر العالم مستقبلًا، نجد أن على رأسها التطور الرئيس في مجالات التكنولوجيا والاتصالات وتطبيقاتها المتغلغلة في شتى مناحي الحياة، ولعل أبرز المنتجات التكنولوجية المتوقع تطورها في المستقبل القريب تتمثل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الروبوت، والطباعة الثلاثية الأبعاد، وشبكات الجيل الخامس من الاتصالات، ونتيجة لتسخير هذا التقدم الرقمي في العملية الإنتاجية يصبح العالم على موعد من تضخم الإنتاج ومن ثم زيادة مطردة في معدلات النمو الاقتصادي العالمي، ومن المرجح أن ينعكس ذلك على متوسط الدخل العام للأشخاص العاديين.
ونتيجة للتطوُّر التكنولوجي والنمو الاقتصادي سيصبح العالم أكثر فاعلية في التعامل مع القضايا الصحية المعقَّدة، ومن الأمثلة الحية على هذا التطوُّر جائحة كورونا (كوفيد 19) فبفضل التقنيات المتقدمة بدأت تظهر على الساحة العديد من اللقاحات التي تخطت مراحل متقدمة من الاختبارات السريرية، ومن التوجهات المنتظرة كذلك زيادة الترابط بين الدول فيما بينها وزيادة عمليات الانتقال بين الأقطار المختلفة وبخاصةٍ تلك المتعلقة بالعمالة والمواد الخام ورؤوس الأموال بالإضافة إلى انتقال الأفراد بغرض بعض الخدمات كالتعليم والصحة والسياحة، مما أسهم في تداخل الأنشطة البشرية ومن ثم زيادة العولمة، لكن على الجهة الأخرى نجد أيضًا أن زيادة التلوث والتدهور البيئي يمثلان تهديدًا حقيقيًّا للنظام البيولوجي للأرض.
الفكرة من كتاب استشراف المستقبل وصناعته
يشهد العالم اليوم إرهاصات بزوغ فجر عصر جديد للبشر، لذا يبدو أننا اليوم في عصر التحولات، وسوف نلحظ العديد من التغيرات في المستقبل، وما يدلِّل على ذلك، تلك التغيرات المتسارعة التي بدأت تتغلغل في كل المجالات البشرية، وهذا ما يجعلنا نسأل أنفسنا: كيف هو المستقبل غدًا؟
هذا بالضبط هو موضوع الكتاب، حيث يوضح أهمية استشراف المستقبل وآلياته، ويدلف مباشرةً نحو التوجُّهات الكبرى المنتظرة بشكل عام، ثم يسلِّط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة المنتظرة، وبشكل أكثر تحديدًا يستعرض أبرز التطبيقات المستقبلية والتي بلا شك ستقلب الحياة رأسًا على عقب!
مؤلف كتاب استشراف المستقبل وصناعته
الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي: كاتب وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية/الإدارة الصناعية تخصُّص إدارة الجودة الشاملة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة بيرمنجهام البريطانية، والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الهنداوي للتميز، ووزير الصناعة والتجارة الأسبق في الحكومة الأردنية الهاشمية.
الدكتور صالح سليم الحموري: مُقيَم ومحكم في التميز المؤسسي EFQM، لديه خبرة أكثر من 25 عامًا في مجال العمل الإداري، ونفَّذ أكثر من 200 دورة تدريبية وورشة عمل في مجالات التميز المؤسسي واستشراف المستقبل.
رولا نايف المعايطة: مدربة معتمدة وحاصلة على شهادة محترف في الموارد البشرية من المعهد الأمريكي للموارد البشرية، ومديرة معتمدة من معهد المديرين الأمريكيين المعتمدين، كما أنها حاصلة على شهادة مدير مشروع معتمد من الجمعية الأمريكية لإدارة البرامج والمشاريع، بالإضافة إلى شهادة مقيِّم ومحكم معتمد من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وشهادة اختصاص في كتابة تقارير المسؤولية المجتمعية وفقًا لمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير.