التوتُّر يضعف من قوة ذاكرتك
التوتُّر يضعف من قوة ذاكرتك
هناك أعراض شائعة للتوتر المزمن منها جسدية ومنها سلوكية ونفسية، والذي يعنينا هنا هو الأعراض الذهنية، إذ يسبِّب التوتر بكل درجاته شكلًا من أشكال نقص التركيز وضعف الذاكرة والتردُّد والتشوُّش والشروذ الذهني.
ولأننا نعيش في محيط مليء بالمؤثرات المتلاحقة والسريعة مثل الضوضاء والأماكن المغلقة والحرارة والأضواء القوية، فهذا يشكِّل نوعًا من الضغوط التي تقف وراء شعورنا الدائم بالتوتر والقلق، إذ إن آثار التوتر والقلق لا تتوقَّف فقط عند تزايد دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم والأدرينالين فحسب، بل تطال آثاره المخ والعمليات المعرفية أيضًا؛ حيث يؤكد الدكتور “روبرت سابولسكي” في جامعة “ستانفورد” أن التعرض الطويل لهرمونات التوتر يقلِّص “قرن آمون” في الدماغ، وهو مركز الذاكرة في المخ، ويقول الدكتور “جيمس مكجوغ” من جامعة “كاليفورنيا” إن هرمون الكورتيكوستيرون الذي يطلق التوتر أو القلق الشديد يمكن أن يشكِّل عائقًا في استرجاع المعلومات المخزَّنة القديمة في الذاكرة.
والحل يكمن في التقليل من التوتر والضغوط، وذلك يكون مثلًا بوضع آمال واقعية وخطط معقولة التنفيذ حتى نخرج بأنفسنا من دائرة الضغوط والتوتر الناتج عن تلك التوقعات المرتفعة، وممارسة الرياضة والاسترخاء والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم ووضع خطط للتنزُّه والعطلات والترويح عن النفس، فكلها نشاطات فعالة مقاومة للقلق والتوتر.
إلى جانب التنفيس عن المشاعر المقلقة أو المخيفة بالتحدث أو الكتابة أو حتى البكاء مع السماح بإعطاء النفس فرصة للتعلم من الأخطاء للتقليل من مشاعر الخوف والخزي والقلق التي تصاحب الإخفاقات؛ كل هذا ينعكس بدوره على الذاكرة والمخ سلبًا أو إيجابًا بحسب طريقة استجابتنا للضغوط والمشاكل وطرق تعاملنا معها.
الفكرة من كتاب المرجع الأساسي للذاكرة
هل فكرت يومًا من الأيام في أن نمط الحياة التي تعيشها والممارسات اليومية التي تعتمدها لها دور مهم ومؤثر في شباب ذاكرتك؟ وهل تعلم أن نوعية الأكل، ومواعيد النوم والاستيقاظ، وعدد ساعات النوم، والتوتر والقلق، والتوقُّف عن التعليم أو الخمول الفكري له دور كبير في تلف الذاكرة؟
في هذا الكتاب ستجد جملة من التنبيهات والتوجيهات التي بإمكانها أن تغيِّر نمط حياتك لتمدَّ إليك يد العون للحفاظ على ذاكرتك وتخفيف نسبة إصابتك بالخرف والزهايمر.
مؤلف كتاب المرجع الأساسي للذاكرة
جاري سمول: دكتور وأستاذ في علم النفس وعلم الأعصاب والسلوك البشري، وهو مدير مركز “uclA”، ويدير أيضًا عيادته الخاصة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس للذاكرة ومراكز تقدُّم العمر.
اعتبرته المجلة العلمية الأمريكية مؤخرًا ضمن الملهمين في عالم البحوث، إلى جانب اشتغاله محاضرًا في أكثر من مكان حول العالم ولديه ستة كتب من بينها: “كيف تستعيدين زوجك قبل فوات الأوان؟”، وكتاب “parentcare”، إلى غير ذلك من أعماله ومقالاته البحثية عن الذاكرة التي ظهرت في مجلات كبيرة مثل: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، ولوس أنجلوس تايمز.