المحتويات
التوتر وعلاقته بالأمراض المختلفة
كثيرون من حولنا مصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم وغيره من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، لكننا نلاحظ أن التوتر والشد العصبي أو العضلي يزيد من خطورة حالاتهم والأطباء المتابعون لحالاتهم يخبرونهم دائمًا بأن يبعدوا أنفسهم عن الشد العصبي أو كل ما قد يسبِّب لهم القلق والتوتر، نعلم هذا ولكن لا نعلم كيف يؤثر التوتر والقلق في تدهور حالة هذه الأمراض.
إن زيادة الجهد تكون بمثابة إشارة إلى الجهاز العصبي العضلي لكي يزيد الفعل، فيرسل إشارة إلى القلب أن يزيد من ضخ الدم إلى مختلف أجزاء الجسم، وبالتالي تزداد كمية الأكسجين التي تصل إلى العضلات، في حين يرتفع الضغط ليحمل النفايات الناتجة عن انقباض وانبساط العضلات ليخلِّص الجسم منها، هذا باختصار ما يحدث في أثناء القيام بأي مجهود داخل الجسم، لكن في حالات التوتر والشد العصبي فإن الجسم يرفع حالة الطوارئ ويضخُّ الدم بكمية كبيرة في حين أنه لا داعي لكل هذا إذا علم الإنسان حقيقة الموقف، واستطاع السيطرة والتحكم في مسببات التوتر التي تؤدي إلى ذلك وبذلك يحفظ طاقة الجسم ويجنِّب نفسه تدهور حالة المرض بسبب التوتر فتكون استجابته للعلاج أكثر بكثير من غيره.
وإذا نظرنا إلى مرض آخر من أمراض القلب، فنجد أن الأطباء متفقون على أن التوتر يلعب دورًا رئيسًا في الإصابة بالأزمات القلبية الناجمة عن مرض الشرايين التاجية للقلب، وإذا فهمنا هذه الحقيقة عن أثر التوتر في الأزمات القلبية سيسهم في الوقاية من الأزمات القلبية أو في تأجيل حدوثها على أقل تقدير، لذلك فإن إنقاذ قلوبنا مرهون بتجنُّب القلق المفرط والحفاظ على طاقاتنا العضلية بشرط أن تكون حياتنا منتظمة وصحية في الجوانب الأخرى في حياتنا من حيث طعامنا ونسبة الدهون فيها وأخذ الأدوية بانتظام والمتابعة الدورية مع الطبيب.
الفكرة من كتاب فن الاسترخاء
نعاني ضغوطًا يومية وحياتية كثيرة جدًّا، منا من يستطيع التأقلم والتكيف وتحملَ هذه الضغوط بشكل كبير، ومنا من لا يستطيع فيتوتر ويكون عصبيًّا طوال اليوم في جميع تعاملاته على اختلاف صور التعصب ودرجاته، لكن هذا التوتر وهذه العصبية تفقدنا كثيرًا من طاقتنا، وبالتالي تؤثر في إنتاجنا وتقدمنا، فما السبيل إلى التحرر من تلك القيود؟
يحاول الكاتب تقديم الحل العملي من خلال شرح التوتر، وكيف يتكون وكيف نتغلب عليه بالاسترخاء.
مؤلف كتاب فن الاسترخاء
عبد اللطيف موسى عثمان: أستاذ ورئيس قسم الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة الأزهر ومدير عام مستشفى الحسين الجامعي، له مؤلفات عديدة في الطب باللغتين العربية والإنجليزية.
من أبرز مؤلفاته:
التدخين يقتلك ببطء.
سلامة مخك وأعصابك.
أمراض الجهاز العصبي.
الصرع والتشنُّجات بين الحقيقة والخرافة.
الموضوع التالي
